زواج الأقارب الجزء الأول
خطبتها بعد أن أعجبت بها شكلا وتفكيرا ، فقد كانت بنظري صاحبة العقل الرزين ولمست ذلك مع اللقاءات المتكررة والأحاديث المشتركة التي تجمعنا مع أهالينا ،
وبيت خالي كونها ابنةَ خالتي.
وأَيْقَنْتُ بالمقابلِ أنها معجبة بي عندما وافقت على ارتباطي بها فوراً حين أخبرتُها أنني أريد أن أتقدم لخطبتها.
لم أجعل الخطبة تدوم سوى بضعة أشهر فقد شعرت أنَّ عيون الجميع لا تنظرُ إلا إلينا بكل زيارة تجمعنا ،
وكأنهم يراقبون كل نظرة وحركة نقوم بها ، فقطعت كل ذلك التوتر الذي شعرت به بإعلان موعد الزفاف.
بعدَ أسبوع واحد خاب ظني بها ، عندما فوجِئْتُ بأول لقاء لنا مع الأهلِ بصفتنا أزواج ؛
أنها عَقَدَتْ حاجبيها طوالَ السهرة وهي تنظر لإبنة خالنا ، وكانت كلما حاولَتْ الحديثَ معي ،
تُطْلِقُ زوجتي كلماتها كطلقات نارية وهي ترد عليها عوضاً عني ،
مما جعل كل الموجودين ينظرون بدهشة وألسنَتَهُم تنعقد كلساني مُرَجِحينَ ذلك للغيرة كما سمعتُهم يتهامسون ،
فاعتذرتُ عن تكملةِ السهرة وانسَحَبْتُ مع زوجتي.
التزمْتُ الصَّمتَ طوال الطريق وما إن دخلنا المنزل حتى سألتها عن سبب طريقة كلامها الفظَّة مع ابنة خالنا ،
التي طالما كانت أكثرَ من أخت بالنسبة لها.
فأطلَقَت كلماتها بوجهي قائلة : أتمزحُ يا ابن خالتي العزيزة ، وكأنَّكَ لا تعرفُ أنَّ ابنة خالك تحبكَ ،
فقد أخبرتك بذلك بعد أن أعلنت أنك ستتقدم لخطبتي ، لكنك صمتْتَ وعلاماتُ الحزن بانَتْ على وجهِكَ بسبب قرار الإرتباط بي.
فقدْ أخبَرَتْني هي بذلك ولم أُخبِر أمي حينها كي لا ترفضَ ارتباطنا وبذلك تُفسِحُ المجالَ لها بأخْذِ مكاني.
وقفت مصدوماً لا أقوى على النطق ، وعاد بي الزمن إلى الوراء بضعة أشهر ، فبعدَ أن أخبرتُ الجميع أني سآتي لخطبةِ ابنة خالتي ،
أرسلَتْ ابنة خالي لي رسالة نصية وهي جالسة أمامي أخبرتني بها أني قد استعجلتُ بقرارِ ارتباطي ، فهي تُحبني أكثرَ من ابنة خالتي.
إقرأ أيضا: زواج الأقارب الجزء الثاني والأخير
فعلاً حينها قد شعرتُ بالحزن ، لكن حزنت لحالها ، فجميعنا كنا على علم بمشاعرها المُرهَفة بشكل كبير ،
كونها تبكي لأسباب لا تستدعي البكاء ، فكيف وهي تراني أتزوج أقرب صديقاتها إليها ؟!
شرحت لزوجتي كل ما حدث بشكل مفصل كي تعود كما عرفتها ولا تعيد ما فعلته بتلك الليلة ،
لكني فوجِئْتُ بعد ذلك أنها قد اتصلت بخالنا في صباح اليوم التالي ،
وأخبَرَتْهُ بكل شيء قُلْتُه لها بدون أن تُخبرني ماذا فَعَلَتٔ ،
مما جعلَ خالي يقطع صِلته بي وبأمي وخالتي من غير سابقِ إنذار ،
وكنا كلما اتصلنا به نخبره برغبَتنا لزيارته كان يختَلِق في كل مرة سبب يمنعنا من القدوم إليه ،
لحين طفحَ الكيلُ مع أمي وخالتي وذهبَتَا إلى عملِهِ يسألانه عن السبب.
وبعد أن قص لهما ما حدث قاما بلومي وتأنيب زوجتي كونها لم تكتفي بإخباره بما حدث ، بل طلبَتْ منه منع ابنتهِ عن مُحادثتي.
عندما لم تستطيعا وَصلَ خالي لأشهر ، أصْبَحَتْ كل واحدةٍ تمارسُ دورَ الحماية ، وتُلقي اللوم على تربية الأخرى ،
مما جعل صلتهما ببعضهما تنقطع ، وقامَت خالتي بقطع علاقتها معي ، وأمي بقطع علاقتها مع زوجتي ،
فباتَت كلما رغِبَتْ أمي برؤيتي تتصّلُ شخصيا بي كي آتي وحدي لزيارتها ، وكذلكَ خالتي مع ابنتها.
يتبع ..