زواج المتعة قصة قصيرة
زواج المتعة قصة قصيرة
لست مجنونة حتى ألقي إبنتي إلى التهلكة إبنتي الوحيدة التي كبرت على رسم خريطة من التجاعيد في وجهي والشعر الأبيض ،
الذي طغى على فروة رأسي وشبابي الذي فقدته مابين فصول القدر.
كم تعذبت بتربيتها وكم رأيت الحرمان لنفسي حتى أنميها في بيئة لا تلومني عليها في النهاية عندما تصبح فتاة يافعة.
ولكن أرى رغم كل مجهوداتي إلا أنها أحست بالنقص فلولا ذلك لماذا تريد الزواج من عجوز؟!
حتى ولو كانت هيأته تدل على أنه شاب وهي المسكينة ما زالت في ريعان شبابها.
شيء مستفز حقا أن يأتي خاطب ويطلب يد إبنتك للزواج منها ويساومك عليها بالمال ،
وكأنها سلعة مركومة وجب الخلاص منها والإستفادة مقابلها.
مالك وثروتك لا أريدها حتى ولو جعلتني أنسى بها كل ما مضى من بؤس وشقاء.
فإبنتي ليست للبيع ، حتى أيضا وإن أرادت هي ذلك وصرحت بحبك.
أعلم جيدا إبنتي لماذا قبلت بعجوز أن يكون زوجها؟
فهي رأت فيه الوالد الذي إفتقدته منذ نعومة أظافرها ، سحرها بكلامه وحنيته وأغرقها بهداياه جعلها تحس أنها أميرة ،
ولكن آه يا ابنتي ليتك تعلمين ما نوع هؤلاء البشر.
يشترونك لحما ويرمونك عظما.
هو فقط يريد دمية يلعب بها ويتمتع بجمالها ، تنسيه العمر الذي فاته وهو مشغول بجمع ثروته ،
ثم يوم يمل منها سيشتري دمية أخرى أجمل من التي سبقتها ، وللأسف ثروته هذه أصبحت فانوسا سحريا تلبي كل طلباته ،
حتى وإن رأيناها نحن في أعيننا مستحيلة.
فهو لن يراها إلا أنه حقه الشرعي ولا ينحرج بطلبها ليلبي رغباته ونزواته.
ولكن سحقا له ولأمثاله ولن أدع إبنتي فلذة كبدي لعجوز أشباهه يمتص رحيقها ويجعلها تذبل وتموت دون سقايتها ،
فهي ما زالت صغيرة والحياة الجميلة تنتظرها ، وستجد فيها من يحبها ويأويها.
لست آسفة طلبك مرفوض.