Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

زوجي عشوائي

زوجي عشوائي
كان زوجي عشوائي لأبعد الحدود ، ولدرجة لا توصف ، يرمي ملابسه باستهتار بكل مكان بالبيت ،

يترك فرشاة اسنانه دون غطائها ،

يعبث بأدوات وشفرات حلاقته ؛ ويستخدمها ويمشي دون أن يرتب ما اقترفته يده ، يترك شعر لحيته وشاربه ملطخًا بها التسريحة خلفه!

يضع جواله في مكان وسماعة اذنه بمكان ، وشاحنه كذلك كل قطعة بمكان ومحفظته ومفاتحيه ،

ثم يطلب مني احضارها له بالحال احيانًا ، واقضي الوقت بحثًا عنها!

يترك دخان سجائره ، حتى يكاد صحن السجائر أن يفيض من اعقابها ، إن لم انضفها له أنا!

حتى جواربه يخلعها على الجانب الخطأ ، وقد اخبرته الف مرة أن يقوم بخلعها على الوجه الصح وثم ..!

يعطيني اياها بيدي ، ويقول : تفضلي مع ابتسامة تعلو وجهه ، وكأنه يعاقبني برائحته النتنة تلك بعد كل تعبي في المنزل ورائه!

و يقول لي : لماذا تقلبين وجهك هكذا أمامي؟

يرفع ضغطي بكل هدوء ، ويقول لي لما أنتِ عصبية؟

مللتُ من تصرفاته ، قررت أن اتركه على راحته!

فما كنت أقوم به هو واجبي تجاهه ، واحترامًا له وتقديرًا مني لتعبه بالعمل .
لكن للصبر حدود!

شعرتُ يومًا أن صبري بدأ ينفذ من تصرفاته تلكَ .

رغم إنها تفاصيل صغيرة ، ولكنها متعبة نفسيًا حقًا ، وأنا معتادة على الترتيب والهدوء منذ صغري!

كيف اجعله يشعر بأخطائه وعشوائيته تلك ، التي لا أعلم هل يتعمدها ؟ أو هي عادة سيئة منذ نعومة أظافره!

ولأن كان من عادتي أن أرتب أي شيء ورائه فورًا ، لم يلاحظ كثرة ما اقوم به ، بسببه ولإجله!

ومرة طلبت منه أن يشتري لي المكسرات ، فأنا احب الموالح كثيرًا!

فقال : دعكِ من المسكرات يا زوجتي! فهي ترفع لكِ الضغط!

فقلتُ هامسة : أخ منكَ أيها العشوائي!!

إقرأ أيضا: لم أكن أحب أخي

تمتمتُ بهدوء : المكسرات بريئة من ذلك أنتَ من ترفع الضغط لي!

كان يحلق لحيته كالعادة ، ويدندن أمام المرآة فرد قائلًا : ماذا تقصدين ، بأنتَ ، سمعتكِ يا داهية!

فقلت : لا، لاشيء ، احدث نفسي لا اعنيكَ ،اكمل حلاقتكَ أنتَ!

جربتُ أن أرفع ضغطه قليلًا كما يفعل بي ، ولأن كلامي بالسابق له أن ينتبه لتصرفاته لم يجدي نفعًا معه!

انتهى من الحلاقة وذهب للنوم تاركًا منشفته ، واغراض حلاقته ، وكل شيء خلفه ، والفوضى تعم البيت!

لم اهرع للتنضيف فورًا ورائه كعادتي!

لم أفعل أي شيء بل بقيت جالسة ، ورفيقي صحن المكسرات الذي أحبه!

تفاجىء بعد أن استيقظ وجلس بجانبي ، وقال ما كل هذه الفوضى يا ستار!

ابتسمت ببرود وقلت : قل لنفسك يا عزيزي!

رأيت العصبية تفيض من ملامحه ، وبدأ يردد كلمات :

زوجة مهملة ترفع الضغط من تصرفاتها ، تقضي كل النهار مع صحن الموالح لا تقوم بواجباتها!

فقلتُ بعصبية : صح صح يا عزيزي!

شاهد ، كان هذا من يرفع ضغطي ، وليست الموالح ، هذا ما تفعله أنتَ بي دون أن تدركَ ، أرأيت!؟

أخذ يتأمل المكان بهدوء ، والنوم ما زال على ملامحه!

ثم انفجر بالضحك بهستيرية
فقال : حقا كم أنا عشوائي وارفع الضغط حتى لنفسي ، فقد ارتفع ضغطي من منظر المنزل هكذا اليوم!

تبا لي ، اهدئي، اهدئي حبيبتي

ضحكت على كلامه
فقلت : الحمدلله إنكَ ادركت اخيرًا تلك التفاصيل ، صح النوم يا زوجي الفوضوي جدًا ،

يبدو أنكَ كذلك منذ نعومة اظافرك
فقال : واعترف بأني حقًا ارفع الضغط اكثر من الموالح.

بالمناسبة كم كليو تريدين أن اشتري لكِ يا زوجتي الشقية!

ومن يومها وهو يرتب اغراضه بنفسه ، ويشتري لي المكسرات المالحة التي احب ،

ويجلس بجانبي دون أي ضغط أو عصبية من كلانا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?