ستتزوج بأخرى؟!
ستتزوج بأخرى؟!
بعد كل هذه السنوات تريد مني أن أتقاسمك مع أخرى؟
سأتزوج بأخرى لأن السنوات مرت.
ماذا تقصد بكلامك؟!
أنظري لنفسك ، أنظري لجسدك المترهل من كل جانب ، بطنك الشبيهة ببطن إمرأة حامل في شهرها الخامس ،
علامات التمدد تشوه زوايا جسدك ، التجاعيد قد بدأت في الزحف نحو وجهك ،
لم تعودي تلك الأنثى التي أحببتها قبل عشرين عاما ، أما أما فلازلت يافعا ،
بإمكاني بدأ حياة أخرى مع شابة تصغرك سنا حتى تعيد لي شبابي.
ظننت أن حبك لي أكبر من أن يذبل مع جسدي ، هذه الترهلات التي تثير اشمئزازك ،
وبطني التي تسخر منها بهذه الطريقة هي الضريبة التي دفعتها حتى تكتمل عائلتنا الصغيرة ،
حتى أنجب لك أطفالا يملئون منزلنا بهجة.
هذه التجاعيد زحفت نحو وجهي لكنها في هذه اللحظة بدأت تلامس روحي أيضا إثر كلماتك.
أظن أن هذا حقي.
أجل حقك ، وحقي أن ترفق بي ، حقي أن لا تجرحني ، وحقي أن تعيد لي تلك السنين التي أمضيتها في تربية أولادك ،
والحفاظ على منزلك واسمك فيما انغمست أنت في أسفارك وملذاتك المحرمة ،
هل تظن أني لا أعلم شيئا عن مغامراتك؟
لكني كنت أغض الطرف عنها حتى لا أفسد إستقرار عائلتنا ، لكن أي عائلة تلك التي كنت أحافظ عليها وأرمم تصدعاتها بدموعي ،
لا وجود لها من الأساس ، قبل أن تتحدث عن حقوقك فلتقم بواجباتك أولا ، هل تعلم في أي صف يدرس أولادك؟
إقرأ أيضا: من يصلح الملح إذا الملح فسد!
هل تتذكر أعياد ميلادهم؟ متى آخر مرة سألت عن مستوى كل واحد منهم؟
ومتى كانت آخر مرة دخلت فيها غرفهم قبل أن تخلد للنوم في لياليك المعدودة في هذا المنزل؟
هل تذكر عيد ميلادي؟ ماذا عن تاريخ زواجنا وأول مرة التقينا فيها؟
تتحدثين كأني لم أقدم لكم شيئا ، أنظري حولك ، أنظري إلى الترف الذي تعيشون فيه.
متى أغنت الأموال البشر عن الحب؟
أنت لم تقدم شيئا لنا سوى بضعة قروش تسكت بها جوع بطوننا ،
لكن جوع مشاعرنا واحتياجنا لابتسامتك وصوتك في هذا المنزل لا شيء يغنينا عنه.