سرقة مباحة
كانت لي صديقة بالمدرسة تستعير مني كل شيء ، قلمي ، ممحاتي ، الشريط اللاصق كل شيء بحجة المشاركة فقط.
تملك كل شيء لكن ، لا تستمتع إلا بإستعارة أشيائي وإن سألتها إياهم قلّلت من قيمة أشيائي رداز: ممحاة تآكلت من كثرة الإستخدام تودين إسترجاعها أي بخل فيك ،
أرفع حاجبي في إستياء وأصمت ، في قرارة نفسي أقول وأي وقاحة وجرأة تملكين.
لو أردت إستعادة مسطرتي مثلا تكسرها عمداً
وتقول : أبس هل تصلح بعد ذلك.
مستفزة حقاً بتصرفاتها.
حتى مكان جلوسي يحلوا لها ، ولو كان بآخر الصف ، متعب تطفلها كثيرا.
تجنبتها مرات ، ونبهتها عشرات المرات لم تعني لها شيئا.
كانت تستعير أوراقي ، تجيب إجاباتي وتحصل علاماتي ، فضّة جدا ،
قلت في نفسي ربّما مدللة تعودت على الحصول على كل شيء دون عناء لهذا الصعب يستهويها ،
وأشياء غيرها تعجبها لكن لما أنا تحديدا ، غريب أليس كذلك.
منذ أيام الدراسة الأولى رافقتنا عادة حسنة ، في نهاية العام الدراسي نحتفظ بشيء من أدواتنا الدّراسية خاصة تلك العزيزة على قلوبنا نكتب فيها أسمائنا ،
ونتهاداها بيننا لنتذكر بعضنا إن لم يجمعنا ذات الصف العام القادم.
لكن ليندا المتطفلة الوحيدة التي لا تشملها قائمة الذكرى لأنها تسطوا على كل شيء لا تترك مجالا ،
لتتذكرها ، لا تعني لها الذكرى شيئا.
كبرنا واختلفت وجهاتنا ومجال إختياراتنا بالحياة ، شاءت الأقدار أن نجتمع مجددا بالجامعة.
ظننتها تغيرت لكن اللّص الصغير داخلها كبر فقط ، رافقتني كصديقة ، سرقت أصدقائي ، وصنعت لي معهم عداء ،
سرقت أحلامي ، مشاريعي التي شاركتها إيّاها ، وأكبر سرقة كسرتني
وعلمتني أن الثقة إن لم تكبر مع الوقت ستضمحل ،
درس متأخر لكنه قاس سَرِقة وتيني.