سليمان عليه السلام ذبح الخيل لله فعوضه الله ريحا تجري حيث شاء
قال الله تعالى : ﴿وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ *
إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ * فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ *
رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ﴾ [ص : 29-33].
يذكر تعالى أنه وهب لداود سليمان عليهما السلام ، ثم أثنى سبحانه عليه ،
وأنه كثير الرجوع لمولاه ، ثم ذكر تعالى ما كان من أمره في الخيل.
وإليك أيها المسلم هذه القصة :
كان سليمان عليه السلام محبا للخيل من أجل الجهاد بها في سبيل الله ، وكان معه الخيول الصَّافنات ؛ وهي الخيول القوية السريعة ،
وكانت ذا أجنحة ويزيد عددها على عشرين ألفًا ، فبينما هو يقوم بعرضها وتنظيمها فاتته صلاة العصر نسيانًا لا عمدًا ،
فلما علم أن الصلاة قد فاتته من أجل هذه الخيول قال :
لا والله لا تشغليني عن عبادة ربي ، ثم أمر بها فعقرت فضرب أعناقها وعراقيبها بالسيوف.
فلما علم الله سبحانه من عبده سليمان أنه ذبح هذه الخيول من أجله سبحانه وخوفًا من عذابه ومحبة إجلالا له ،
بسبب أنه اشتغل بها حتى خرج وقت الصلاة ، عوضه الله عز وجل ما هو خير منها وهو الريح التي تجري بأمره رخاء حيث أصاب ،
غُدُوُّها شهر ، ورواحها شهر ، فهذا أسرع وخير من الخيل.
وصدق رسول الله صل الله عليه وسلم حين قال :
«إنك لا تدع شيئًا اتقاء الله تعالى إلا أعطاك الله عز وجل خيرًا منه»
رواه أحمد والبيهقي وهو حديث صحيح.