سمع الإمام الجنيد هاتفا يناديه في المنام يقول : إنهض يا عبدي ، وأنقذ عبدي.
قال : أين أجد عبدك يا رب؟
قال : إركب دابتك وأين ما تقف ستجد عبدي!
فقام من نومه وكان قد قرب آذان الفجر ، فتوضأ وركب دابته ، ومشى في أزقة بغداد حتى وقفت الدابة عند باب مسجد.
فقال لعله في الداخل فدخل ، فوجد رجلا يبكي ويناجي ربه أن يفرج كربه ويقيل عثرته ،
فعرف الجنيد أنه الشخص المطلوب.
فأخذ مئة دينار وأعطاها للرجل فأخذها منه ولم يشكره أو يلتفت إليه وأخذ يبكي ويشكر ربه.
فقال له الجنيد : يا أخي إن لم تقض النقود حاجتك فاسأل عني في بغداد ، سيدلوك علي أنا جنيد البغدادي.
فرد الأعرابي : أمجنون أنت يا جنيد؟!
قال : لماذا ؟
قال : أتريدني أن أترك الذي أيقظك من نومك لأجلي وسخرك لتقضي لي حاجتي ، وأركض خلفك في شوارع بغداد.
الحكمة :
الحياة مع الله هي الحياة ، والثقة بالله حياة أخرى فوق الحياة ، ثق به وكن مع الله.