سيدة القهوة

سيدة القهوة

جريمة غامضة هزت أحد ضواحي تركيا ، كانت تعيش فتاة يتيمة اسمها فاطمة مع جدتها لأمها ، وكانت جدتها سيدة مسنة تعمل في حياكة الملابس ،

لكي تطعم صغيرتها فاطمة لكي تلبي كل طلبات الصغيرة دون أن تمد يدها لأحد طلبا للمساعدة.

قامت الجدة بتعليم حفيدتها فاطمة في احدى مدارس القرية إلى أن وصلت فاطمة للتعليم الثانوي ،

وكانت فاطمة مرحة تحب الحياة وتعلمت الحياكة من جدتها التي بدأت تفقد بصرها ،

وأصيبت بعدة أمراض جعلتها طريحة الفراش.

بدأت فاطمة بالعمل في الحقول بجانب حياكة الملابس لكي تكمل دراستها ،

وتساعد جدتها العجوز وتجلب لها الطعام والعلاج لكي ترد جزء من دين جدتها العجوز ،

التي قامت بدورها بالسهر على رعايتها في صغرها لكن كان للقدر كلمة أخرى ، وتوفيت الجدة.

وتركت فاطمة وحيدة وغريبة في عالم قاسي لا يعرف للرحمة سبيل.

وفي ذلك الوقت أتى للقرية مشعوذ اسمه أوزلي كانت تزوره نساء القرية يوميا لكي يحقق لهم مطالبهم ،

ونسوا أن الله هو طريقهم الوحيد وهو القادر على تحقيق أمنيات الفرد.

سبحان الله ، لماذا يلجأ المخلوق لإنسان مثله وهو يعلم أنه شرك بالله ،

لماذا تفقد دينك وحياتك من أجل السحر؟

زادت شهرهةالساحر أوزلي وجبروته في القرى المجاورة ،

وزادت حالات خطف الأطفال ، وبعد فترة تجدهم الشرطة عبارة عن جثث بدون أحشاء وبدون أعين ،

كأن حيوان بري متوحش كان يأكل الأحشاء الرخوة من هؤلاء الأطفال المساكين.

لم يكن يعرف أهل القرية بأن الساحر أوزلي هو من قام بقتل كل هؤلاء الأطفال لكي يقدم أعضاءهم وأحشائهم الرخوة ،

كقربان للجن لكي يحصل على القوة والسحر.

إقرأ أيضا: طالبة في الإبتدائية كانت سبب وفاة معلمتين

وفي أحد الأيام قام الجن بإخبار الساحر بأنه على وشك الموت وحياته مرتبطة بحياة الفتاة المرحة اليتيمة فاطمة ،

وعليه أن يقوم بذبحها لكي يقدمها لهم ويشربون من دمائها وتقديم جميع أحشاءها لهم ،

كي ينال رضاهم وينعم بالعمر الطويل.

قرر الساحر خطف الفتاة وهي ذاهبة للحقل التي تعمل به ،

وكانت دائما تحمل سكين صغيرة لكي تدافع عن نفسها من أي اعتداء ، لاةأنها أصبحت وحيدة ،

ولايوجد لها سند إلا الله وحده.

ظل الساحر يراقبها إلى أن ابتعدت عن الناس وقام بالإنقضاض عليها وخطفها ووضعها في قبو منزله ،

وبدأ بتجهيز جميع الطقوس لكي يقوم بذبح الفتاة في الليل ،

ولكن كانت فاطمة أذكى وقامت بإخراج السكين وهو مشغول برسم رسومات غريبة وقراءته لبعض الطلاسم ،

وقامت بقطع الحبال التي ربطت بها وقامت بمهاجمته بضربة سكين في قدمه وهربت من منزل الساحر.

وظلت الفتاة تبعد عن القرية ، لأنها خشيت إذا حكيت ما حدث لها لن يصدقها أحد ،

وخاصة أن هذا الساحر كان يحبه أهل القرية.

نفدت الفتاة من الساحر وذهبت إلى إحدى مدن تركيا وقامت بالعمل في أحد مصانع القهوة بعد معاناة من البحث عن عمل.

بدأت فاطمة العمل لكي تجلب المال لكي تعيش ، ومع مرور الوقت قررت إكمال دراستها في الجامعة ،

وظلت فاطمة في الترقي في عملها إلى أن أصبحت رئيسة العمال رغم صغر سنها ،

ولكن بسبب عملها المتقن وتفانيها فيه كانت رمزا للضمير والنقاء ، كانت محبوبة في أي مكان تذهب له.

وفي أحد الأيام رأها ابن صاحب المصنع وأعجب بجمالها وبراءتها وحبها للعمل ،

وظل يراقبها لفترة إلى أن تأكد من حسن أخلاقها ، وعرض على والده الذي كان يحبه كثيرا أنه يريد الزواج من فاطمة.

إقرأ أيضا: الظلم ظلمات قصة واقعية

وافق أبوه ورحب بهذه الفكرة وخاصة أن سمعة هذه الفتاة مثل الذهب.

عرض صاحب المصنع الفكرة على فاطمة وكانت مترددة في البداية ، لأنها من طبقة فقيرة وهم من طبقة عالية ،

ولديهم الكثير من الأملاك.

وكانت تخاف من المستقبل وخشيت من تغير معاملتهم لها في يوم من الأيام ،

وبعد تكرار طلب ابن صاحب المصنع يدها للزواج وافقت الفتاة.

وكانت تعيش حياة سعيدة مع زوجها وفي كنف أهله الذين أحبوها كأنها ابنة لهم.

وبعد مرور سنة على زواجها وحياتها السعيدة الجميلة لن تستمر هذه السعادة.

وصل الساحر وعرف مكانها ، وفي أحد الأيام كانت فاطمة ذاهبة للجامعة وقام الساحر بتخديرها وخطفها.

غابت الفتاة لمده أيام وأصبح منزل عائلتها حزين بعد غيابها ،

وبعد بحث طويل من رجال الشرطة وجدوا جثتها ملقاة فى أحد الشوارع بالقرب من منزل زوجها.

حزن الزوج على فاطمة وقطع الطعام والشراب وحبس نفسه داخل غرفته.

جلب ألبوم صوره مع زوجته فاطمة وجلس يشاهدها ويبكي بصوت مسموع يهز القلوب ،

وظل يمسك بدفاترها ويضمهم إلى صدره.

وبدأ في قراءة مذكرات فاطمة وجد خطاب من فاطمة له تخبره بأنها إذا غابت واختفت عنه فسوف تكون اختطتفت من ساحر اسمه أوزلي ،

وحكيت له بأن هذا الساحر يريد قتلها وكتبت له عنوانه ومكانه وكانت تطلب منه في الخطاب بأن يرجع لها حقها وأن يخبر عنه الشرطة ،

وألا يعرض نفسه للخطر.

وبالفعل خرج الشاب من غرفته ومعه دفتر فاطمة وخرج مسرعا وخلفه أبوه ركب الزوج السيارة ،

وفتح الأب الباب الخلفي سريعا دون أن يعرف أين يذهب إبنه بهذه الحالة وهو يبكى إلى أن وصل إلى قسم الشرطة ،

وأخبرهم عما وجده وأعطاهم الدفتر.

إقرأ أيضا: يحكي رجل أنه تزوج من فتاة لا يحبها ولا يكن لها أي مشاعر

وصل رجال الشرطة إلى هذه القرية ومعهم الزوج ووالده للقبض على المجرم أوزلي،

ولكن وجدوه مقتول ولم يعرفوا من قتله وكانت أحشائه لا توجد وعينه ،

كأنه قام بأكلها حيوان بري.

وعرف أهل القرية سر اختفاء الأطفال أن الساحر هو من قام بقتلهم وتقديمهم للجن كقربان.

قفل منزل الساحر وكان يخاف الناس من الإقتراب من منزله إلى أن اشتراه أحد الشيوخ الحافظين لكتاب الله ،

وبسد القبو من الأسفل بالطوب والإسمنت ، وقام بإغلاق القبو بقفل كبير.

وبعد مرور السنين توفي الشيخ الطيب حافظ القرآن وورثه ابنه عثمان وانتقل للعيش مع عائلته في هذا المنزل ،

الذي قام والده بتطهيره.

عاشت الأسرة حياة سعيدة ، وكان عثمان لديه صبي صغير اسمه مراد وفتاة جميله اسمها فاطمة ،

وعندما وصلت الفتاة لسن الثالثة عشر من عمرها بدأت تحلم بفتاة ترتدي فستان أبيض ملطخ بالدماء ،

ووجها ملائكى وتقول لها أنها اسمها أيضا فاطمة ،

وكانت تأخذها معها وتقوم بالنزول من على سلالم المنزل إلى أن تصل إلى باب القبو المغلق ، وتفيق الفتاه من أحلامها.

ظل الحلم يتكرر مع الفتاة وتقول أضغاث أحلام.

وفي أحد الأيام خرج الأب لعمله والأخ إلى دراسته والام ذهبت إلى السوق ،

قررت الفتاة فتح القبو لكي ترى ما بداخله وقامت بكسر قفل الباب وأحضرت قفل يشبهه ،

لكي لا يشعر أهلها أنها قامت بفتحه.

ودخلت الفتاة للقبو ونزلت على السلالم ولكن الغريب لم يكن يوجد تلك الجدار الذي بناه جدها ،

ظلت تنزل الفتاة إلى أن وصلت لباب آخر قامت بفتحه وكانت الصدمة انها وجدت طيف أسود شفاف لرجل أصلع يحمل كتاب ،

وظل أبيض لفتاة نائمة على الأرض وكان ظل الرجل يحمل سكين في يده وقام بذبح الفتاة ،

إقرأ أيضا: موعد مع الموت

وهو يتمتم بكلمات غريبة وخرج من الحائط عدة أقزام لهم أسنان مرعبة مدببة وغرسوها في جسد المغدورة اليتيمة فاطمة ،

وكل هذا المشهد تشاهده فاطمة الصغيرة وهى لا تقدر على الهرب كأنها مثبتة في الأرض ،

واقترب منها طيف هذا الرجل المرعب وقال لها عليك إكمال ما بدأ عليك بجلب الأطفال إلى هنا.

وهناك صرخت الفتاة وانفكت قدمها وأسرعت في الهرب ووصلت إلى العليا وفقدت الوعي.

وصلت أمها ووجدتها ملقاة على أرض المطبخ ظلت تضرب على وجه الفتاه وتقوم برش الماء عليها إلى أن فاقت من غيبوبتها ،

وحكيت الفتاة لأمها على مشاهدته ، ولكن لم تصدقها الأم لأنها لم تكن أمام القبو وكان القفل موجود.

ظلت الفتاة تحاول فتح القفل بمفتاحها ولكن بلا جدوى ، دخلت الفتاة غرفتها ووجدت القفل الذي اشترته في نفس مكانه.

اعتقدت الفتاه أن كل ماحدث هو عبارة عن حلم وظل الوضع هادئ لعدم أيام إلى أن خرج الجميع وتركوا فاطمة وحدها بالمنزل ،

تفاجئت فاطمة بأن باب القبو مفتوح على مصرعيه.

خافت الفتاة ولكن رأت الطيف الأبيض للفتاة التي كانت تراها في أحلام تنزل على سلالم القبو ، وكانت تشير لها بيدها.

نزلت الصغيرة خلف هذا الطيف وتكرر هذا المشهد الذي شاهدته ،

هربت الفتاة وظلت تصرخ وسمعها الجيران وقاموا بإحضار الأب ووجد ابنته في حاله يرثى لها.

كانت ترتعش وتشير إلى باب القبو وانفض الجميع من المكان وهم يتمتمون ،

أظن أنها رأت شيء، أعتقد أنه عاد جذبت تلك الكلمات الطفلة الصغيرة وحكيت ما حدث لأبوها وقرر أبوها كسر القفل الذي عاد كما كان إلى أن فتحه.

إقرأ أيضا: حورية البحر الجزء الأول

نزل الأب على السلالم ولكنه وجد جدار كبير ، خرج الأب وقال لابنته موجود جدار في الداخل ،

إذن أنت كنت تتوهمين.

ظلت تبكى ونزلت لتتأكد ولكن وجدت جدار كبير وقديم ،

خرجت الفتاة مع والدها وقفل باب القبو بقفل جديد.

جلست فاطمة تفكر لماذا قال الجيران لقد عاد وأظن أنها رأت روح.

قررت فاطمة الذهاب لمنزل جارتها وصديقتها سميحة وطلبت منها مقابلة والدها الشيخ الكبير في العمر ،

وحضر أبو سميحة وقررت فاطمة أن تسأله عن قصة هذا البيت وحكت له ما حدث لها.

صمت الشيخ قليلا وبعد فتره قليله قرر الحديث وحكى لها عن قصة هذا المنزل وأنه كان يسكنه ساحر ،

وحكى لها قصة الفتاة المسكينة فاطمة وما حدث لها وأخبرها بأن شبح الفتاة التى تراها هو شبح فاطمة ،

وهو رأى شبح فاطمة وهو عائد.

في يوم من الأيام ليلا شاهدت شبحها خلف شباك القبو وأنه ظل يقرأ القرآن وهرب مسرعا لبيته ،

استأذنت الفتاة من الشيخ بأن يحكي هذه القصة لوالدها لعله يصدقها ،

وبالفعل حكى الشيخ هذه القصة للأب وقام الأب بإحضار عده حافظين للقرآن الكريم وقراوا آيات الذكر الحكيم ،

وقاموا بتطهير البيت على عده جلسات متتالية ، وقاموا بسد شباك القبو وباب القبو بجدار لن يسمح بدخول أحد.

ووضعوا آيات القرآن على جدار القبو ، وقبل أن يسدوه كتبوا بعض القرآن بداخله ووضعوا عده مصاحف بالداخل وقفل القبو للأبد.

وحلمت الفتاة فاطمة باليتيمة المقتولة وهي تقول لها شكرا ، لكن عندي طلب أخير أرجو أن ترسلي لزوجي خطاب ،

بأن تخبريه أن ينسى الحزن وينتبه إلى حياته وأنني فى مكان أفضل من هذا وأعطتها عنوان زوجها.

قامت الفتاة بإخبار والدها بما حدث وذهب مسرعا إلى عنوان زوج فاطمة وأخبره بكل ما حدث.

اندهش زوج فاطمة من كل ما حكاه الرجل وأجهش في البكاء ، وقال للرجل أنا عانيت بعد رحيلها ولكن إذا كان هذا طلبها فسوف أعيد النظر وأرتب حياتي من جديد ،

وسأعود لعملي وحياتي إذا كان هذا سيفرحها.

Exit mobile version