إسلام

سيدنا عثمان بن عفان الأموي القرشي

سيدنا عثمان بن عفان الأموي القرشي هو الخليفة الثالث لرسول الله ومن السابقين الأولين لاعتناق الإسلام في بواكير الدعوة الأولى.

حيث استجاب بشكل فوري لدعوة سيدنا أبو بكر الصديق.

ارتبط بعلاقات وثيقة مع الرسول ، أثمرت عن مصاهرة النبي باثنين من بناته هم رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما ،

حتى أطلق عليه ذو النورين.

بذل الغالي والنفيس في نصرة الإسلام منذ الأيام الأولى للرسالة حتى لقي ربه شهيدا عام 35 هجرية.

ولد سيدنا عثمان عام 576 ميلادية ، وكان من العشرة المبشرين بالجنة ،

كان أول مهاجر إلى أرض الحبشة لحفظ الإسلام ثم تبعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة.

ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة المنورة ، وكان رسول اللَّه يثق به ويحبه ويكرمه لحيائه وأخلاقه وحسن عشرته ،

وما كان يبذله من المال لنصرة المسلمين والذين آمنوا بالله ،

وبشّره بالجنة كأبي بكر وعمر وعلي وبقية العشرة ، وأخبره بأنه سيموت شهيدا.

عاصر سيدنا عثمان ولايتي خليفة الرسول الأول أبو بكر الصديق وأمير المؤمنين عمر وماتا وهما راضيان عنه ،

حتى بويع بالخلافة عام 23 هجرية وقد استمرت خلافته نحو اثني عشر عاماً.

تم في عهده جمع القرآن وعمل توسعة للمسجد الحرام وكذلك المسجد النبوي ،

وفتحت في عهده عدد من البلدان وتوسعت الدولة الإسلامية ،

فمن البلدان التي فتحت في أيام خلافته أرمينية وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرص.

وقد أنشأ أول أسطول بحري إسلامي لحماية الشواطئ الإسلامية من هجمات البيزنطيين.

وخلال النصف الثاني من خلافة سيدنا عثمان رضي الله عنه التي استمرت لمدة اثنتي عشرة سنة ،

ظهرت أحداث الفتنة التي أدت إلى استشهاده وكان ذلك في يوم الجمعة الموافق 18 من شهر ذي الحجة سنة 35 هـ ،

وعمره اثنان وثمانون سنة ، ودفن في البقيع بالمدينة المنورة.

إقرأ أيضا: أصيب الصحابي سعد بن معاذ رضي الله عنه بجرح عميق

ورغم الطبيعة الخاصة التي التصقت بشخصية سيدنا عثمان كواحد من أكثر رجال الجزيرة العربية ثراء ،

1 3 4 10 1 3 4 10

إلا أنه كان من معادن الرجال النادرة والتي تظهر بقوة في وقت الشدائد ،

حيث كانت له مواقف مشهودة كشفت بطولاته وإيثاره وانفاقه الغالي والنفيس ،

من أجل نصرة الدعوة وتثبيت أركان الدولة الإسلامية ودعم الفقراء والمساكين.

ومن المواقف التي أكدت بطولات سيدنا عثمان وسخاءه في دعم الدعوة الإسلامية ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما حيث قال :

قحط المطر على عهد أبي بكر الصديق ، فاجتمع الناس إلى أبي بكر فقالوا :

السماء لم تمطر ، والأرض لم تنبت ، والناس في شدة شديدة ،

فقال أبو بكر : انصرفوا واصبروا ، فإنكم لا تمسون حتى يفرج الله الكريم عنكم.

عن عبد الله بن عباس استكمل روايته للحادثة قائلا : قال : فما لبثنا أن جاء إجراء عثمان من الشام ،

فجاءته مائة راحلة بُرًّا -أو قال طعاما- فاجتمع الناس إلى باب عثمان ، فقرعوا عليه الباب ، فخرج إليهم عثمان في ملأ من الناس ، فقال :

ما تشاءون؟ قالوا : الزمان قد قحط ؛ السماء لا تمطر ، والأرض لا تنبت ، والناس في شدة شديدة ،

وقد بلغنا أن عندك طعاما ، فبعنا حتى نوسع على فقراء المسلمين ، فقال عثمان : حبًّا وكرامة ، ادخلوا فاشتروا التجارة.

وحينما دخل التجار منزل سيدنا عثمان ووجدوا الطعام بداخله خاطبهم ذا النورين بالقول ،

فقال : يا معشر التجار كم تربحونني على شرائي من الشام؟

قالوا : للعشرة اثنا عشر ، قال عثمان : قد زادني ، قالوا : للعشرة خمسة عشر ، قال عثمان : قد زادني.

فقال التجار : يا أبا عمرو ، ما بقي بالمدينة تجار غيرنا ، فمن زادك؟

وهنا رد الخليفة الراشد الثالث : زادني الله -تبارك وتعالى- بكل درهم عشرة ، أعندكم زيادة ؟

قالوا : اللهم لا ، قال : فإني أشهد الله أني قد جعلت هذا الطعام صدقة على فقراء المسلمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?