سيف بن ذي يزن يبشر عبد المطلب ببعثة خاتم النبيين
سيف بن ذي يزن يبشر عبد المطلب ببعثة
خاتم النبيين والمرسلين محمد صل الله عليه وسلم ويخبره بأمور عجيبة
سيف بن ذي يزن (516م – 574م) إسمه الكامل سيف بن ذي يزن بن ذي أصبح بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية ،
بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن العرنج وهو حمير بن سبأ.
هو أحد ملوك اليمن القدماء ، وفي بعض الروايات ذكر أن إسمه هو معد يكرب بن أبي مرة وقد عرف أبوه بأبي مرة الفياض ،
وكان من أشراف حمير واذواء وأقيال حمير.
وقد حكم سيف بن ذي يزن من قصر غمدان والذي كان من أشهر وآخر الملوك الذين سكنوه ،
وقد زاره فيه وفد قريش برئاسة عبد المطلب بن هاشم جد رسول الله صل الله عليه وسلم.
وكان ذلك لما ظفر سيف بن ذي يزن الحميري بالحبشة أتته وفود العرب وأشرافها لتهنئته ،
وكان منهم وفد قريش وفيهم عبد المطلب بن هاشم جد النبي صل الله عليه وسلم وقد إصطحب معه الرسول صل الله عليه وسلم.
فقدموا عليه وهو في قصر يقال له غمدان فطلبوا الإذن عليه فأذن لهم وتكلم عبد المطلب جد النبي صل الله عليه وسلم مهنئًا.
وبعد تهنئة الوفد دعا سيف بن ذي يزن بعبد المطلب فخلا به وأدنى مجلسه ، وقال :
يا عبد المطلب إني مفوض إليك من علمي أمرًا لو غيرك كان لم أبح له به ،
ولكني رأيتك معدنه فأطلعتك عليه فليكن مصونًا حتى يأذن الله فيه ، فإن الله بالغ أمره
إذا وُلِد مولود بتهامة ، بين كتفيه شامة ، كانت له الإمامة ، إلى يوم القيامة.
إقرأ أيضا: أربعون منفعة لمن يصلي على النبي صل الله عليه وسلم
هذا حينه الذي يُولد فيه أو قد وُلد ، يموت أبوه وأمه ، ويكفله جده وعمه وقد وجدناه مرارًا ،
والله باعثه جهارا ، وجاعل له منا أنصارًا يعز بهم أولياءه ، ويذل بهم أعداءه ، ويفتتح كرائم الأرض ،
ويضرب بهم الناس عن عرض ، يخمد الأديان ، ويكسر الأوثان ويعبد الرحمن ، قوله حكم وفصل ، وأمره حزم وعدل ،
يأمر بالمعروف ويفعله ، وينهى عن المنكر ويبطله.
ثم قال : وَالْبَيْتِ ذِي الْحُجُبِ ، وَالْعَلَامَاتِ عَلَى النُّصُب ، إنك يا عبد المطلب لجده من غير كذب.
فقال عبد المطلب : أيها الملك ، كان لي ابن كنت له محبًّا وعليه حدبًا مشفقًا -أي: عطوفًا- ،
فزوجته كريمة من كرائم قومه ، يقال لها : آمنة بنت وهب بن عبد مناف ،
فجاءت بغلام بين كتفيه شامة فيه كل ما ذكرت من علامة ، مات أبوه وأمه وكفلته أنا وعمه.
قال إبن ذي يزن: إن الذي قلتُ لك كما قلت ، فاحفظ إبنك واحذر عليه اليهود فإنهم له أعداء ولن يجعل الله لهم عليه سبيلًا ،
وَاطْو ما ذكرت لك دون هؤلاء الرهط الذين معك فإني لست آمن أن تدخلهم النفاسة من أن تكون لكم الرياسة.
فإني أجد في الكتاب الناطق والعلم السابق أن يثرب دار هجرته ، وبيت نصرته ،
ولولا أني أقيه الآفات ، وأحذر عليه العاهات لأعلنت على حداثة سنّه وأوطأت أقدام العرب عقبه ولكني صارف إليك ذلك عن تقصير مني بمن معك.
ثم أمر لكل رجل منهم بعشرة أعبد وعشر إماء سود وخمسة أرطال فضة وحلتين من حلل اليمن وكرش مملوءة عنبرًا ،
وأمر لعبد المطلب بعشرة أضعاف ذلك ، وقال : إذا حال الحول فأنبئني بما يكون من أمره.
إقرأ أيضا: ومضات مطوية من تاريخنا العظيم
فما حال الحول حتى مات إبن ذي يزن.
ولعل ما أخبر به إبن ذي يزن عبد المطلب جد النبي صل الله عليه وسلم كان من الأسباب التي جعلت عبد المطلب يكرم النبي صل الله عليه وسلم ،
ويقول لأولاده إذا نحّوا رسول الله صل الله عليه وسلم عن مجلسه لصغره :
دعوا إبني فوالله إن له لشأنًا.