إسلام

شؤم المعصية والذنوب وأثرهما على الفرد والمجتمع

شؤم المعصية والذنوب وأثرهما على الفرد والمجتمع

إن الله جعل لنا دارين ؛ أولهما هذه الدار الدنيا التي نحن فيها وهي دار عمل ولا جزاء ، دار إمتحان وإبتلاء.

وبعدها الدار الآخرة : دار جزاء ولا عمل دار نعيم أبدي سرمدي لا ينقطع ، أو عذابٍ سرمدي أبدي لا ينقطع.

لكن جعل الله في هذه الدنيا منبهات تنبه الإنسان لسلوكه وعمله وما يَستقبله في آخرته وهذه المُنبهات تنقسم لقسمين :

الضرر الذي يحصل لنا ؛ وهو بسبب شؤم الذنوب ،

خير ونفع وبركة ننتفع به ، ونجدها ببركة العمل الصالح والطاعة.

شؤم الذنب ينتشر في الدار الدنيا ولا ينتبه له كثير من الذين يُنَبهون به ،

وهو تنبيه لهم ليتوبوا ويرجعوا ويحسنوا ويصلحون علاقتهم بالله وغفلتهم عنه.

إن أضرار شؤم المعصية هو ما يحول بين الإنسان وطاعة الله عز وجل ؛

فكم من لقمة حرام أو نظرة حرام أو كلمة حرام أوقعت الإنسان في معصية أكبر منها أو حالت بينهُ وبين الطاعة.

وأهل الإيمان والصدق هم الذين يستفسرون ما الذي جرى لهم في علاقتهم مع الله ،

فيستفسر كل واحد منهم عند محاسبته لنفسه في الخلوة معها فيقول :

ما الذي منعني من قراءة القرآن هذا الشهر ؟
ما الذي منعني من قيام الليل؟من الصيام ؟

من الصدقة ؟ ومن تعلم علم نافع؟
من الحفظ؟

هذه الأسئلة لابد أن يطرحها المؤمن الصادق على نفسه ، والجواب : بسبب شؤم المعصية.

كثيرٌ من الناس تمحق بركة رزقه والراتب الشهري لا يُكمل معه بسبب شؤم المعصية.

لنتذكر قصة النبي يونس عليه السلام لما خرج مُغاضباً في البحر في السفينة وكان يظن أن الله لن يضيق عليه بسبب علاقته القوية بالله تعالى ،

فضيق الله عليه تضيقا للتنبيه وليرفع درجته وللوصول للمستوى الذي أراده الله ،

فالتقمهُ الحوت فصاح في ظلمات ثلاث ظلمة الحوت وظلمو البحر وظلمة الليل لا إله إلا أنت سبحانك إني كُنت من الظالمين.

إقرأ أيضا: بعد أن آمن السحرة برب موسى وهارون

فانتبه يونس عليه السلام من شؤم ذنبه ، فتاب الله عليه ونبذه إلى الشاطئ وأنبت عليه شجرة من يقطين وأرسله إلى مئةِ ألف أو يزيدون.

1 3 4 10 1 3 4 10

وقومهُ ( قوم يونس عليه السلام ) عندما آمنوا جميعا رد الله عنهم العذاب بعد أن رأوه بأعينهم ،

ولم يحصل هذا من وقت خلق الله آدم إلى أن رفع الله العذاب عن قوم بعد رؤيته إلا قوم يونس ،

فقوم يونس رؤا البلاء والعذاب ورفع الله عنهم العذاب بعد أن شاهدوه ،

وهذا إستثناء عن القاعدة وخرق للعادة خص الله تعالى بها قوم يونس.

اليوم أصبحت السنة كالرصاصة أو كالضربة السريعة فعلينا أن نراجع علاقتنا بالله تعالى ،

وأن نتوب إليه توبةً نصوحةً ، وعلينا أن نجتهد في تدارك الزلات والأخطاء وأن نُقبل على الله تعالى.

يقول الحسن
إن عمراً قد ضُيّعَ أوله لجديرٌ أن يُحفظَ آخره.

ولقد ثبت عن النبي محمد صل الله عليه وسلم قوله : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ.)

ولنتذكر أن أولى الناس بالتنبيه هم أقرب الناس إلى الله تعالى ،

فأهل الله لا يمكن أن يتركوا في غفلاتهم في المعاصي المستمرة بل لابد أن يُنبههم الله تعالى ليتوبوا إليه توبة نصوحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?