شاي أختي وقميص الموظف وصوت القارئ
شاي أختي وقميص الموظف وصوت القارئ
في زيارتي لها اليوم ببيتها العامر ، تذوقت الشاي فأعجبني فقلت لها ، طعم الشاي جداً جميل ،
فارتسمت الإبتسامة عليها وبدأ السرور يتشكل ويضيء كالنور في وجهها.
ما الذي قد تفعله الكلمة الجميلة؟
أذكر ذات مرة ذهبت لإنجاز معاملة وكان الموظف كئيبا وكأن الدنيا يحملها فوق رأسه ،
جلست أمامه وهو يتعامل مع الأوراق بجفا شديد ، كأن أحدهم سلب الإبتسامة منه!
قلت له : قميصك جميل ، إبتسم تلقائياً وقال :
والله؟
قلت : والجاكيت أجمل ، تهلل وجهه ضاحكا مستبشرا ،
ثم بدأ الحديث معي والأخذ والرد وكأن ذلك الشخص العابس قد رحل وجاء غيره إلى مكانه!
ذات مرة كنت في المسجد وحضر شاب وصلى بالناس جماعة ، شدني صوته الحسن والجميل ،
إنتظرت خروجه من المسجد ثم خرجت أتبعهُ وسلمت عليه بحرارة وقلت له : ما شاء الله.
صوتك جميل جدا وتلاوتك رائعة لا يشبع منها ، رسمت عليه إبتسامة حلوة عريضة واسعة ورحلت عنه.
السؤال : ما الذي يمنعك أن تفعل ذلك مع الناس؟
لماذا الغالبية شحيحة كل الشُح بالكلمة الحسنة وبخيلة جداً في إبدائها ،
لكنهم في المقابل سريعة الهجوم إذا ما وجدت فرصة سانحة للإنتقاص والنقد والتجريح!
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ}
كان رسول الله صل الله عليه وسلم يحب البشارة ويكثر من قول “أبشر” .
قال النبي صل الله عليه وسلم في صحيح مسلم :
“بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا ، وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا” فلا تحبس الكلام الطيب في قلبك أبدا.
إمدح واشكر وادع الله لمن تحب وقل خيراً للجميع فالكلام الطيب عبادة وهداية
“وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ”.