شيخ مع فتاة الليل
ذهبت معه إلى الشقة وطلب منها أن يختلي بها ليقضي معها وقتا ممتعا ، مثلما فعل سائر الرجال الذين من قبله.
نظرت إلى وجهه فرأته يشع نورا كالبدر ولحيته السوداء التي تزين وجهه ،
فوجهه ليس الوجه الذي يفعل الفاحشة.
تراودها أسئلة كثيرة داخل عقلها ، لماذا يريد أن يفعل معها ذلك؟!
لمحت خاتم الزواج في يده ، فسألته هل أنت متزوج؟!
فأجابها ، نعم.
إزدادت حيرتها ، ولكن لعله لا يحب زوجته.
قرأ ذلك في عينيها فأجابها قائلا : وأحب زوجتي حبا خياليا.
فقالت له : أتحب زوجتك وتريد خيانتها؟!
تراودها أسئلة كثيرة داخل عقلها ، لماذا يريد أن يفعل معها ذلك؟!
فابتسم قائلا : وما يهمك في ذلك؟ أنتي لك المال وأنا قد دفعت ما تريدين وأكثر.
أسئلة كثيرة في داخلها ولكن أجابت عنها بأنها ما شأنها ، إنه رجل يريد أن يقضي ليلة ثم ينصرف وقد دفع المقابل.
فنظرت إليه قائلة هيا بنا إلى شقتي.
فابتسم مره أخرى قائلا : لا من فضلك ، هيا إلى شقتي أنا.
فأجابته قائلة ، مثلما تريد.
ثم أخرج هاتفه المحمول من جيبه واتصل بسيدة ثم قال لها من فضلك غادري الشقة الآن ،
فأنا قادم خلال نصف ساعة ومعي سيدة جميلة.
ثم سألها عن إسمها ، فقالت : ريهام.
فقال ، إنها ريهام.
إقرأ أيضا: بقرة اليتامى
شكرا لكي يا زوجتي العزيزة.
إحمر وجه ريهام عندما سمعته يقول يا زوجتي العزيزة ، فقالت له : هل كنت تحادث زوجتك؟!
قال : نعم.
فقالت له متعجبة : وتطلب منها أن تترك المنزل حتي تأتي بي إليه ؟!
فقال : نعم. قالت : كيف هذا؟!
هل زوجتك تعلم أنك ستخونها معي ؟!
فأجابها : نعم. فقالت ، وتوافق ؟
قال لها.. لا يعنيكي هذا الأمر ، هيا بنا.
ثم ذهبت معه إلى الشقة وطوال الطريق تنتابها هواجس كثيرة ، فهي لا تصدق ما يحدث ومن هذا الشخص ومن أين أتى وماذا يريد ؟!
فشكله ليس بشكل محب للرذيلة ، وكل لحظة تمر تزداد حيرتها.
وأثناء سيرهما بالسيارة إلى المنزل قام بتشغيل كاسيت السيارة ،
سورة النور بصوت المعيقلي.
نظرت إليه في دهشة عجيبة ، سؤال يخرج من لسانها بدون تفكير ، ما هذا؟!
قال لها : أحب دائما الإستماع إلى القرآن الكريم وخاصة بصوت الشيخ ماهر المعيقلي.
قالت له : وهل هذا مجال الإستماع إلى القرآن الكريم ؟!
نحن ذاهبان لفعل معصية ؟! ثم سمعت القارئ يتلو آية الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة.
تعجبت أكثر وأكثر.
قالت له ، من أنت؟! وماذا تريد مني بالضبط ؟!
فابتسم قائلا : أنا إنسان مثلك تماما أعصي وأتوب ، أما عن ماذا أريد ، فقد علمتي ماذا أريد بدليل أنك معي الأن.
إقرأ أيضا: قصة صديقتي الخائنة
لم تدرك ريهام وقتها معنى كلمة أعصي وأتوب وظلت في حيرتها حتى وصلت إلى منزل هذا الرجل.
وصلت ريهام فتاة الليل مع الرجل إلى منزله ، خرجت من السيارة وما زال القلق والخوف يراودانها من ناحية هذا الرجل.
كثيرا ما فكرت طوال الطريق أن تعود وترد إليه ماله ولكن لم تستطيع ، لما ؟! لا تدري.
وكأن شيء ما قد سلبها تلك العزيمة والإرادة ، فلم تستطيع أن تعود أو ترجع عن المضي مع هذا الرجل.
كانت مجرد فكرة داخل عقلها لا تستطيع تحقيقها على أرض الواقع وكأنها تساق لا إراديا على السير في طريق لا يعلم نهايته إلا الله.
وعند خروجها من السيارة إلى مبنى جميل يشبه مسجدا من الخارج ، قالت له بصوت يكاد لا يسمع من شدة الخوف ، أهذا منزلك.
فابتسم كعادته وقال نعم ، جميل ؟ قالت : نعم ، ولكنه يشبه المسجد! قال لها : إنه على الطراز الإسلامي.
إقتربا من الباب ثم قام بفتح الباب وقال لها : تفضلي.
دخلت ريهام وقدماها تكاد لا تحملها من القلق والخوف وتشعر بأنهما يتحركان دون أمر منها ، وكأنهما يعرفان الطريق الذي يقصدونه.
أخذت تنظر إلى جميع أركان المنزل ، رائحة جميلة جدا في المكان لم تشمها من قبل ، دون آثار بخور.
الأثاث بسيط ، آيات من القرآن الكريم تكسو الحوائط ، المنزل مضيء كنور النهار بدون إضاءة ، لم تجد لمبة واحدة.
سألته متعجبة : كأننا في النهار تماما. ،لم أرى ذلك من قبل!
ولكن أين وضعت مصدر الإضاءة ؟!
فتبسم كالعادة وقال : إنه نور قلبك الذي يشق ظلام الباطل.
لم تفهم ريهام معنى تلك الكلمات ولم تسأل عن معناها ، كل ما يشغلها الأن أن تنجز مهمتها ثم تغادر المكان فورا.
إقرأ أيضا: مواطن مصري يعمل بالعراق يدعى محمد عبد الهادي
تفقدت المكان ثم قالت : أين غرفة النوم ؟
قال لها : لما أنتي مستعجلة ، إنتظري قليلا. قالت ولما الإنتظار ، دعنا ننهي ما جئت لأجله فأنا مشغولة.
قال لها : نشرب شيئا أولا ، ماذا تحبين أن تشربي؟
قالت ويسكي.
فابتسم قائلا : نشرب لبن أفضل.
فقبل أن تتفوه بكلمة ، قال لها : تفضلي ، وجدت اللبن أمامها.
تعجبت فمن أين أتى باللبن؟! ومن أحضره ؟! وهل اللبن مناسب لليلة مثل هذه؟!
قالت له : أستحلفك بالله ، من أنت ؟! أنت لست بطالب ليلة حمراء ووجهك ليس وجهة فاحش.
والمكان أيضا ليس مكان ترتكب فيه الفاحشة ، أشعر فيه بشيء غريب ، إحساس لا أستطيع وصفه لأني لم أشعر به من قبل ، وكأني في عالم آخر.
من أنت أجبني ماذا تريد مني ؟! إبتسم كالعادة وقال لها : سلمي على ضيوفك أولا.
نظرت إلى حيث أشار فأخذتها الصدمة من هول ما رأت ، بعد أن نظرت ريهام إلى حيث أشار هذا الرجل ، وجدت إمرأتان يشبهها تماما.
إحداهما وجهها شاحب جسدها هزيل لا تستطيع الوقوف من شدة المرض تقطر دما من أسفل شعرها ،
قد تساقط بالكامل تسمعها تتألم من شدة الألم وتقول يا رب أغثني بالموت ، يا رب فإنني لم أعد أتحمل الألم.
أما الأخرى تراها محجبة مبتسمة نور التقوى يشع من وجهها. قال لها الرجل : رحبي بضيوفك.
قالت في تعجب شديد من هاتان ؟! إنهم يشبهاني تماما.
فابتسم كعادته وقال : بل إنهم أنتي بالفعل.
تعجبت قائلة : إنهم أنا! كيف هذا ؟!
إقرأ أيضا: عند عودته للمنزل حدث بينه وبين زوجته خلاف
فقال لها : وقد أشار إلى الهزيلة المريضة ، الأولى أنتي بعد عام من الآن وقد أصبت بمرض خطير ليس له في الطب دليل نتيجة فعلك للفحشاء يجعلك تحيضين طول العام وتنزفين من كل مكان.
أما الأخرى فأنتي بعد ساعة من الآن ،
في روح وريحان وجنات نعيم.
فأي الأقدار تختارين ؟! قالت : يا الله ، وهل لي أن أختار قدري؟!
أخبرني من فضلك الآن : فتلى عليها قول الرحمن :
إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما.
قالت له بصوت حزين إذن فاغتسلي من هذا الماء وقومي لرب السماء واستغفريه من كل ذنب ،
وادعيه خوفا وطمعا فإن الأقدار بيد الله ، والتوبة والدعاء يدفعان البلاء.
قالت أخبرني بالله عليك من أنت.
قال لها دعوة دعتها لك إمرأة قد أحسنت إليها.
فقالت اللهم اهدها وردها إليك ردا جميلا طيبا واحسن خاتمتها وقد استجاب الله لها ،
بعثني إليك حتى أرشدك الطريق المستقيم. قالت الحمد لله رب العالمين.
وفجأة إستيقظت ريهام فقد كان هذا حلما جعلها تعرق بشدة بل تفيق قبل فوات الأوان.
تناولت كوب من الماء وأخذت تردد الشهادة عدة مرات وأسرعت إلى الحمام واغتسلت بالماء ،
وقامت ليلها تناجي ربها وتستغفره على ما كان والدموع من غزارتها تملأ أرجاء المكان.
وبعد ساعة بالفعل قبضت ريهام وهي ساجدة لربها وقد غفر لها كل ذنوبها وبدلها جميعها حسنات ،
فقد تابت توبة نصوحة والله قبل توبتها.
فقد قال تعالى : قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم.
وقال تعالى : توبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ، صدق الله العظيم.