إسلام

صاحب العصا

صاحب العصا

بعد أحداث غزوة أحد وما حصل فيها من ابتلاء وهزيمة للمسلمين ، انتشر بين الأعداء الشعور بالفخر ،

وحصلت لديهم الرغبة في الكيد بالمسلمين والقضاء عليهم ، بل اتجهت أنظار المشركين من الأعراب إلى محاولة غزو المدينة ،

مناصرة لقريش ، ودفاعا عن عقائدهم الفاسدة ، وطمعا في خيرات المدينة.

ومن ذلك قيام خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي بجمع الحشود من هذيل وغيرها بعُرَنة (وادي بعرفات) ، لغزو المسلمين في المدينة.

فأرسل رسول الله صل الله عليه وسلم الصحابي عبد الله بن أنيس الجهني إليه ، وكلفه بمهمة قتله.

عبد الله بن أنيس أو صاحب العصا لا يعرف تاريخ ميلاده بالضبط لكن توفي سنة( 54 هـ الموافقة 673م ) صحابي جليل ،

اسمه أبو يحيى عبد الله بن أنيس الجهني ، حليف الأنصار ، روى عنالنبي وعن عمر بن الخطاب وأبي أمامة بن ثعلبة ،

روى عنه الحديث أبناؤه ضمرة وعبد الله وعطية وعمرو ، وعبد الرحمن وعبد الله ابنا كعب بن مالك ، وجابر بن عبد الله ،

وبسر بن سعيد ، وعبد الله ومعاذ ابنا عبد الله بن حبيب وغيرهم.

شهد ابن أنيس بيعة العقبة وغزوة أحد وما بعدهما ، وهو الذي بعثه النبي إلى خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي فقتله في سرية عبد الله بن أنيس ،

روى له البخاري في الأدب المفرد ، والإمام مسلم وأصحاب السنن الأربعة ،

وقد روى عن النبي أربعة وعشرين حديثا ، قال ابن حجر مات بالشام في خلافة معاوية بن أبي سفيان سنة أربع وخمسين.

سرية عبد الله بن أنيس

سَرِيَّةُ عبدُ اللّه بن أنيس هي أحد سرايا الرسول ، أرسل فيها الصحابي عبد الله بن أنيس إلى خالد بن سفيان بن نُبَيح الهذلي بِعرنة.

أحداث السرية

بلغ رسول الله أن خالد بن سفيان الهذلي ، وكان ينزل بعرنة ، قد جمع الجموع لرسول الله ،

فبعث الرسول عبد الله بن أنيس ليقتله ،

إقرأ أيضا: عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه

فقال أنيس للرسول يا رسول الله انعته لي حتى أعرفه ، فقال النبي (إذا رأيته وجدت له قشعريرة).

قال فخرجت متوشحاً سيفي حتى وقعتُ عليه وهو بعرنة مع ظعنٍ يرتادُ لهنّ منزلا ، وحين كان وقتُ العصر ،

1 3 4 10 1 3 4 10

فلمّا رأيتُهُ وجدتُ ما وصف لي رسول اللّه من القشعريرة ،

فأقبلتُ نحوَهُ وخشيتُ أن يكون بيني وبينه مجاولة تشغلني عن الصّلاة ، فصلّيت وأنا أمشي نحوه أُومِئُ برأسي للركوع والسجود.

فلما انتهيت إليه قال من الرجل؟

قلت رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل يعني النبي صل الله عليه وسلم فجئتك لذلك.

(أي جئت لأناصرك على الرسول)

قال : أجل أنا في ذلك.

قال فمشيت معه شيئا ، حتى إذا أمكنني حملتُ عليه السيف حتى قتلته ،

ثم خرجتُ وتركتُ ظعائنه مُكبّاتٍ عليه ، فلما قدمت إلى رسول اللّه فرآني قال (أفلح الوجه)

قال : قلت : قتلته يا رسول اللّه.

قال : (صدقت).

فقال : ثم قام معي رسول اللّه فدخل في بيته ، فأعطاني عصا فقال (أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس)

قال : فخرجت بها على الناس فقالوا : ما هذه العصا؟

قال : أعطانيها رسول اللّه وأمرني أن أُمسكها.

قالوا : أَوَلا ترجِع إلى رسول اللّه فتسأله عن ذلك؟

قَال : فرجعت إلى رسول الله فقلت : يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا؟

قال (آيةٌ بيني وبينك يوم القيامة إنّ أقل الناس المتخصرون يومئذٍ)

قال : فقَرَنَها عبد الله بسيفه فلم تزل معه ، حتى إذا مات أمر بها فضُمَّت في كفنه ، ثم دفنا جميعا.

أما ما قيل عن قطع رأس خالد الهزلي وذهب بها إلى النبي صل الله عليه وسلم هذه رواية ضعيفة ،

وكل الروايات المماثلة لها من قطع رؤوس الكفار والذهاب إلى النبي كل هذا ضعيف.

المصادر :

البداية والنهاية الجزء الرابع مقتل خالد بن سفيان الهذلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?