صفات المؤمنين الأمانة
وصف الله تعالى المؤمنين الصالحين الذين كتب الله سبحانه لهم الفلاح والرشاد في الدنيا والآخرة بأنهم يرعون أماناتهم ويؤدونها حق الأداء.
قال تعالى : ” وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ “. سورة المؤمنون : 8
يقول القرطبي : والأمانة تعم جميع وظائف الدين على الصحيح من الأقوال. تفسير القرطبي 14/255.
والأمانة تشمل كل ما يحمله الإنسان من أمر دينه ودنياه قولا وفعلاً ،
وَالأمانة هي أداء الحقوق ، والمحافظة عليها ، فالمسلم يعطي كل ذي حق حقه ؛
يؤدي حق الله في العبادة ، ويحفظ جوارحه عن الحرام ، ويؤدي ما عليه تجاه الخلق.
والأمانة خلق جليل من أخلاق الإسلام ، وأساس من أسسه ، فهي فريضة عظيمة حملها الإنسان ،
بينما رفضت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها لعظمها وثقلها ، قال تعالى :
” إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً “
ولقد أمرنا الله تعالى بأداء الأمانات.
الأمانة صفة مميزة لأصحاب الرسالات ، فقد كان كل منهم يقول لقومه : (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ).
ولقد اتصف النبي صل الله عليه وسلم منذ صغره ولقب بين قومه ( بالصادق الأمين ) ،
حتى وقومه يعادونه لم ينفوا عنه هذه الصفة
ولقد كانت من آخر وصايا النبي صل الله عليه وسلم في حجة الوداع الوصية بالأمانة فقال :
” وَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَانَةٌ فَلْيُؤَدِّهَا إِلَى مَنِ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا – وَبَسَطَ يَدَيْهِ فَقَالَ –
أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ أَلا هَلْ بَلَّغْتُ – ثُمَّ قَالَ – لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلَّغٍ أَسْعَدُ مِنْ سَامِعٍ.
والأمانات في الحياة لها أنواع كثيرة منها :
الأمانة في العبادة : فمن الأمانة أن يلتزم المسلم بالتكاليف ،
فيؤدي فروض الدين كما ينبغي ، ويحافظ على الصلاة والصيام والزكاة وبر الوالدين.
إقرأ أيضا: رِباطُ يوم وليلة خير مِن صيام شهر وقيامه
الأمانة في حفظ الجوارح : فعلى المسلم أن يعلم أن الجوارح والأعضاء كلها أمانات ،
يجب عليه أن يحافظ عليها ، ولا يستعملها فيما يغضب الله.
الأمانة في الودائع : ومن الأمانة حفظ الودائع وأداؤها لأصحابها عندما يطلبونها كما هي.
الأمانة في العمل : ومن الأمانة أن يؤدي المرء ما عليه على خير وجه ، فالعامل يتقن عمله ويؤديه بإجادة وأمانة ،
والطالب يؤدي ما عليه من واجبات ، ويجتهد في تحصيل علومه ودراسته.
الأمانة في البيع والشراء : المسلم لا يغِشُّ أحدًا ، ولا يغدر به ولا يخونه.
المسئولية أمانة : كل إنسان مسؤول عن شيء يعتبر أمانة في عنقه ، سواء أكان حاكمًا أم والدًا أم ابنًا ،
وسواء أكان رجلا أم إمرأة فهو راعٍ ومسئول عن رعيته.
الأمانة في حفظ الأسرار : فالمسلم يحفظ سر أخيه ولا يخونه ولا يفشي أسراره.
والأمانة في الكلام : ومن الأمانة أن يلتزم المسلم بالكلمة الجادة ،
فيعرف قدر الكلمة وأهميتها ؛ فالكلمة قد تُدخل صاحبها الجنة وتجعله من أهل التقوى.
فحفظ الأمانة وحسن أدائها دليل على صدق إيمان العبد.