صلة الرحم
من أراد أن يهون عليه الحساب
يوم القيامة؟ فليصل رحمه
يقول احد السلف : صلة الرحم
تهون على المرء الحساب يوم
القيامة، ثم تلا:
(وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن
يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ
سُوءَ الحِسَابِ).
حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال
خلق الله الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحقه الرحمن فقال ما قالت هذا مقام العائد بك من القطيعه
قال ألا ترضين أن اصل من وصلك واقطع من قطعك قالت بلى يا رب قال فذاك قال ابو هريرة
فاقرؤا إن شئتم فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم
شرح الحديث
خلق الله الخلق فلما فرغ منه اي قضاه واتمه قامت الرحم اي حقيقة بأن تجسمت او قام ملك فتكلم على لسانها
قال الامام الطيبي رحمه الله وهذا ينبني على الاستعاره التمثيليه التي الوجه فيها منتزع من امور متوهمة
للمشبه المعقول وانه شبه حاله الرحم وما هي عليه من الافتقار الى الصله والذب عنها من القطيعه
وعند الامام احمد انها تكلم بلسان طلق
قال تعالى ترضين وفي نسخة الا ترضين ان اصل من وصلك بأن اتعطف عليه وارحمه لطفا وفضلا
واقطع من قطعك فلا ارحمه قالت بلى اي
رضيت قال فذاك قال أبو هريرة رضي الله عنه فاقرؤا أن شئتم فهل عسيتم اي فهل يتوقع منكم ان توليتم
يعني احكام الناس فأمرتم عليهم او اعرضتم عن القرأن وفارقتم احكامه ان تفسدوا في الارض
يعنى بالمعصيه والبغي
وسفك الدماء وتقطعوا أرحامكم تجذبا للولاية
اي رجوعا الى ما كنتم عليه في الجاهلية من مقاتلة الاقارب
والمعنى انهم لضعفهم في الدين وحرصهم على الحياة الدنيا احقاء بأن يتوقع ذلك منهم ويقال لهم ذلك وصل الله على البشير النذير صل الله عليه وسلم
