قصص منوعة

صندوق البريد

صندوق البريد

قام رجلين بوضع صندوق في البريد الخاص بإحدى المنازل ، وعادوا إلى منزلهم من جديد.

فترة صعبة تلك التي تأتي بعد الفراق ، لكن غريزة البقاء لدى الإنسان باهرة في اختراع حلول للخروج من كل مأزق.

كانت هذه الجملة مكتوبة على الصندوق من الخارج ، موضوع على المنضدة ، تم فتح الصندوق لنرى ما بداخله.

كتاب؟ قلم! صورة!

كل هذا الصندوق ، والجملة المريبة ظننت أنني سأجد شيء مهول.

قال كارم بتريث ، انتظر ماذا يوجد بداخل هذا الكتاب؟

نظرا لبعضهم البعض ، ثم تحدث كارم قائلًا : نقوم بفتحه وسوف نعلم ما بداخله.

أوقفه أيهم بتساؤل : كارم ماذا تقول؟
كارم بلامبالاة : كما سمعت.

هنا اختطف كارم الكتاب من أيهم ليقوم بفتحه ، وما كان سوى مذكرات لشخص ما.

في تلك اللحظة سمعوا صوت تكسير قادم من المطبخ ،

ذهبا باتجاهه مسرعين ، لكنهم لم يجدوا شيئًا ليعودا أدراجهم إلى الحجرة مرة أخرى.

كارم : كل هذا من أجل مذكرات ويحك يا هذا ، أمسك أيهم أول صفحة وقرأ ما بها.

أيهم : هذه أنا أدعى ليان أبلغ من العمر خمسة عشر عامًا أعيش مع والداي مريم ومازن وأختي التؤام هدى نعيش في مزرعة ،

وكنا نفعل كل شيء معًا ؛ لأننا مقربان للغاية.

“في المزرعة”
ليان : أمي أين أنتِ؟

كانت ليان تبحث عن والدتها بعد عودتها من المدرسة وحصولها على أعلى الدرجات على الرغم من تفوقها الدراسي ،

إلا أن أختها لم تكن متفوقة مثلها ؛ لأنها تريد أن تصبح مغنية.

هدى ينبعث صوتها من القبو : ماذا هناك.
ليان بفرحة عارمة : اجتزت الاختبار وحصلت على المركز الأول.

إقرأ أيضا: المشعوذ الجزء الأول

شعرت هدى بالسعادة تغمرها سرعان ما نظرت لليان التي أتت هي الأخرى قائلة :
هدى: ماذا عنكِ عزيزتي؟

1 3 4 10 1 3 4 10

أجابتها ليان على مضض وبحزن : علامات ضعيفة.

ثم تركتهم وغادرت لحجرتها.
ليان : سأذهب إليها.

قاطع كارم ما يقصه أيهم قائلًا بملل: كارم : هذا ممل للغاية قم بترك كل هذا وانظر ما المهم في هذا الحديث ،

هل سنظل نقرأ مذكرات فتاة ليس لها قيمة يا له من هراء صديقي.

أكمل أيهم قراءة كأنه يريد معرفة ماذا سيحدث ، لكنه قلب الورق ليرى في إحدى الصفحات مكتوب بخط أسود عريض :

“اليوم الأول” تفاجئ بما قرأه عن أي يوم تتحدث؟ أكمل القراءة ، لكنه عاد صفحتين للخلف ليفهم ما الأمر.

بعد أن تشاجرت ليان مع والدايها عن حلمها وتركتهم وغادرت الحجرة ركضت خلفها لكي أهديء من روعها.

ظللت أتحدث إليها وعن قلق والديها ، لكنني شعرت في قراره نفسي أن هناك شيء سيء سيحدث ؛ لأنني أشعر بها.

تغاضيت عن الأمر وحل الظلام وذهب أبي للعمل فهو سيبيت في الخارج ونام الجميع ،

لكنني استيقظت على صرخات أمي لليان وسمعت صوت شجارهم ،

فذهبت مسرعة ليتلجم لساني بعد أن رأيت أمي تقوم بدفع أختي على الأرض ،

لكن لسوء حظها العاثر فارقت الحياة ونزفت الكثير من الدماء بعد أن ثقب رأسها بعد أن وقعت على الآلة المستخدمة في الصيد.

تصرخ أمي بذعر.
هدى ببكاء وصدمة : ماذا فعلت؟

لتنحني بخوف لتجلس بجوار ليان تتفحص جثمانها ، وتقوم باحتضانها لتتلوث ثيابها بالدماء ،

ثم صرخت بقوة لا أعلم هل ندم أم حزن أم ماذا؟

هنا تداركت الأمر وذهبت إليهم وأنا أبكي ، ثم لم أشعر بشيء بعدها.

أفقت على صوت ضوضاء لأقوم من موضعي ، وهنا رأيت أنني في المستشفى.

إقرأ أيضا: وفاز الأعمى

ليان : أين والداي؟
الممرضة : توفاهم الله أنتِ الوحيدة التي نجت من الحريق.

ليان بذهول : حريق ماذا!

الممرضة : أنتِ هنا منذ أسبوعين بعد أن حدث حريق في منزلكم ، ولم يتبقى سواكي من عائلتك ؛ لأنكِ كنتِ بعيدة عن الإنفجار.

ليان في حالة وجوم صدمة ماذا حدث لا تتذكر شيئًا ، أين ستذهب ومع من ستبقى لقد تدمرت حياتها.

مر اليوم وأصبح يومان ، ثم أسبوع لتتحسن حالتها وتغادر المستشفى وتعود لمنزلها ،

تجده كتلة من الفوضى وآثار الحريق ورائحته ما زالت كما هي.

دخلت المنزل ، وبمجرد وضع قدمها على السلم رأت أختها ليان تقوم بمناداتها من الطابق الثاني ،

بعد أن تغير المنزل ليعود كما كان.

أين كنتِ أبحث عنكِ هيا فلتأتي وترى أغنيتي الجديدة.

لم تفهم ماذا يحدث ولما يحدث كل ذلك معها بالتحديد ، لكنها سعدت كثيرًا برؤية أهلها مرة أخرى.

عادت حياتها مجددًا تجمع عائلي ، حتى في أحد الأيام كانت هي وأختها في المزرعة خلف المنزل لتنتبه على ضحكات فتيان كانوا يتقدمون منهم ، وهي تتراجع وخلفها هدى.

أين تذهبين أيتها البائسة اللعينة.

ركضت هي وأختها ليختبئا في الظلام خلف الأشجار وهم يبحثون عنها.

سمعت صراخ مرعب لفتى يتوسل بأن يتركه ، وهي لا تفهم شيئًا ،

وعلى الجانب الآخر ذاك الفتى يتوسل لليان بأن تتركه يغادر بعد أن مزقت جلد وجهه بالكامل ، ثم قامت بقتله بغصن شجرة.

على الجانب الآخر من الأشجار.
ليان برعب : هدى ماذا يحدث؟
هدى بخوف : أنا خائفة.

الفتيان يبحثوا عن صديقهم والفتيات ، لكنهم وجدوا دماء تسيل عليهم من أعلى لينظروا ويجدوا جثة صديقهم ،

ليصرخوا برعب مبتعدين عن المكان ، لكنهم تفرقوا ، ومنهم من قابلته فتاة وجهها محروق بالكامل ،

وما زال رائحة جلدها المحترق موجود.

إقرأ أيضا: الصياد العاشق والفتاة الجميلة

اقتربت بسرعة منه وقامت باحتضانه ليصبح كتلة من النيران المشتعلة وسط صيحاته والألم الذي ينبعث معها.

ليان : هيا لنخرج ونعود للمنزل.
هدى : سوف يقتلوننا.
ليان: لنختبئ منهم.

خرجوا من مخبأهم ، وركضوا باتجاه المنزل ، وراءهم فتى ، لكن هناك من جذبه من قدمه ليسحل على الأرض ،

وينغرز في جسده الأشواك ويصبح مثل حيوان تم سلخه.

عادت الفتيات إلى المنزل ، وصوت ضحكات جهورية منبعثة من وسط الأشجار.

استوقفه كارم مجددًا وهو يقول :
كارم : أرجوك أسرع أريد نهايتها.
أيهم : هذا مقزز.
كارم : للغاية.

يكمل أيهم القراءة ، وينصدم بأن صاحبة المذكرات ليان اصطدمت بالجدار أثناء ركضها وتستيقظ لتجد نفسها في مستشفى الأمراض العقلية ،

وبجوارها دفترها بعد أن علمت أنها قتلت والدتها بعد شهرين من مقتل هدى ،

وأن هدى انتقمت من أمها عن طريق جسد ليان وقامت بإشعال النيران في المنزل ، وتنجو من الحريق ،

ويأخذونها في المستشفى لتبقى هناك ، لكنها هربت لتعود لمنزلها وهناك قابلها قطاع الطريق لتقوم بقتلهم بأبشع الطرق،

وأثناء تتبع الشرطة مكانها ، ركضت وتلوذ بالفرار اصطدمت بشاحنة وفقدت وعيها.

استيقظت وجدت نفسها على السرير وبجوارها دفترها كتبت كل شيء ،

وقامت بقتل نفسها بضرب رأسها في الجدار بطريقة جنونية عدة مرات.

أيهم : انتهيت ، لكن هناك أوراق مقطوعة.
كارم : لا يهم لنعيدها من حيث أتت.
أيهم : كيف؟

كارم : لقد أخذناها من صندوق البريد الخاص بجارتنا الجديدة ما كان اسمها؟

أيهم : مريم وزوجها مازن.
كارم : أجل ، لنعيدها كما كانت قبل عودتهم ، لقد سمعت أنها حامل في طفلين.

أيهم : لا يهم.

بسرعة قاموا بوضع الصندوق في موضعه ، وعادوا إلى المنزل ، لكن هناك عيون تراقبهم من بعيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?