قصص منوعة

ضرورة العمل

ضرورة العمل

روي أنه قرب أحد الأنهار عاشت مجموعة من القنادس الكسولة التي كانت تهوى اللعب والإستلقاء وأكل لحاء الأشجار ، طيلة اليوم.

باستثناء أحدها وهو الذي كان يعمل بجد طيلة العام ويقوم ببناء سد له يؤيه هو وعائلته من الضواري ،

لكنه كان يتلقى الكثير من الإستهجان والسخرية من زملائه القنادس ،

وينكرون عليه عدم الكسل والإسترخاء مثلهم ، نظرا لتوافر الطعام وغياب أي حيوان مفترس،

لكنه ظل يكرر عليهم عبارته الدائمة قائلا: “يا إخواني لم يخلقنا الله للكسل والإستمتاع فقط ، بل خلقنا للعمل بجد واجتهاد أيضا”.

لكن رغم ذلك ظل القندس المسكين محط سخرية الآخرين إلا أن ذلك لم يغير من موقفه شيئا،

ومرت الأيام والشهور فمنحت الدولة الإذن للصيادين للقيام بعملية صيد واسعة ضد القنادس للسيطرة على أعدادها المتزايدة ،

وقامت فرقة من الصيادين بمداهمة القنادس وهي في حالة استرخاء قرب ضفاف النهر وقد ملأت بطونها لحد التخمة،

وما هي إلا برهة حتى بدأت أصوات الرصاص في الإرتفاع ، و بدأت القنادس في السقوط واحدا تلو الآخر لأنها لم تستطع القيام من أماكنها نتيجة لبدانتها المفرطة،

لكن صديقنا القندس ، ولحسن حظه كان نائما في ملجئه الحصين ، رفقة عائلته الصغيرة،

وبعد استيقاظه وخروجه من ملجئه وإذ به يفاجأ برفاقه صرعى متناثرين في الأرجاء،

فبدأت دموعه في الإنهمار وبدأ يتأسف على حالهم ، وبعد مدة ظهر قندس وحيد يبدو أنه نجى من المذبحة ،

فتقدم بسرعة نحوه وقام بمعانقته وأخبره عن ندمه الشديد على السخرية منه في السابق،

وطلب منه تعليمه كيفية بناء السدود ليصبح قادرا على حماية نفسه وأحبائه مستقبلا.

إقرأ أيضا: هل النزوات تغفر ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?