طفل فقير كان جائعا فأحضرت له فتاة جميلة كأسا من اللبن.
مرت الأيام ، ومرضت تلك الفتاة ، انظر ماذا فعل
فجأة ، وجد هوارد كبلي الطفل الفقير الذي يبيع السلع بين البيوت ليدفع ثمن ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ،
إﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺳﻮﻯ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺘﺎﺕ ﻻ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﺴﺪ ﺟﻮﻋﻪ.
ﻟﺬﺍ ﻗﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻣﻨﺰﻝ ﻳﻤﺮ ﺑﻪ ،
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﻴﻦ ﻓﺘﺤﺖ ﻟﻪ
ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺷﺎﺑﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﺟﻤﻴﻠﺔ ، ﻓﻜﺄﻧﻪ ﺃﺣﺲ ﺑﺎﻹﺣﺮﺍﺝ ،
ﻭﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻭﺟﺒﺔ ﻃﻌﺎﻡ ، ﻃﻠﺐ
ﺃﻥ ﻳﺸﺮﺏ ﺍﻟﻤﺎﺀ.
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﻌﺮﺕ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺑﺄﻧﻪ ﺟﺎﺋﻊ ، ﺃﺣﻀﺮﺕ ﻟﻪ ﻛﺄﺳﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻦ ،
ﻓﺸﺮﺑﻪ ﺑﺒﻂﺀ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺫﺍ ﻃﻌﻢ ﻻ ﻳُﻨﺴﻰ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﺍﻟﻘﺎﺭﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻃﻔﺄﻩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻮﺏ
ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻬﺎ: ﺑﻜﻢ ﺃﺩﻳﻦ ﻟﻚ؟
ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﻪ : ﻻ ﺗﺪﻳﻦ ﻟﻲ ﺑﺸﻲﺀ.
ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻤﺘﻨﺎ ﺃﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻧﻘﺒﻞ ﺛﻤﻨﺎ ﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ.
ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﺷﻜﺮﻙ ﺇﺫﺍ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻗﻠﺒﻲ.
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﺑﺼﺤﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﻓﻘﻂ ، ﺑﻞ ﺃﻥ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺑﻮﺟﻮﺩ ﺃُﻧﺎﺱ ﻃﻴﺒﻴﻦ ﻗﺪ ﺍﺯﺩﺍﺩ ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺎﺋﺴﺎ ﻭﻣﺤﺒﻄﺎً.
ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ، ﺗﻌﺮﺿﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﻟﻤﺮﺽ ﺧﻄﻴﺮ ، ﻣﻤﺎ ﺃﺭﺑﻚ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ ،
ﻓﺄﺭﺳﻠﻮﻫﺎ ﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ، ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻟﻔﺤﺺ ﻣﺮﺿﻬﺎ
ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ.
إقرأ أيضا: يحكى أن ملكا صعد يوما إلى أعلى قصره يتفرج
ﻭﻗﺪ ﺃﺳﺘﺪﻋﻲ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻫﻮﺍﺭﺩ ﻛﻴﻠﻲ للإﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ.
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﺇﺳﻢ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ، ﻟﻤﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﺮﻳﺐ ،
ﻭاﻧﺘﻔﺾ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻋﺎﺑﺮﺍً ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﻔﻞ ﺣﻴﺚ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ، ﻭﻗﺪ ﺍﺭﺗﺪﻯ ﺯﻳﻪ ﺍﻟﻄﺒﻲ ،
ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ.
ﻭﻋﺮﻓﻬﺎ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﺭﺁﻫﺎ ، ﻓﻘﻔﻞ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ، ﻋﺎﻗﺪﺍً ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﻮﺳﻌﻪ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ.
ﻭﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﺑﺪﻯ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺤﺎﻟﺘﻬﺎ.
ﻭﺑﻌﺪ ﺻﺮﺍﻉ ﻃﻮﻳﻞ ، ﺗﻤﺖ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﻤﻞ ﻭﺟﻪ ، ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﻴﻠﻲ ﺍﻟﻔﺎﺗﻮﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻛﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪﻫﺎ ،
ﻓﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻛﺘﺐ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺷﻴﺘﻬﺎ ﻭﺃﺭﺳﻠﻬﺎ ﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﻓﺘﺤﻬﺎ ، ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ
ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﻤﻀﻲ ﺑﻘﻴﺔ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺗﺴﺪﺩ ﺛﻤﻦ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺎﺗﻮﺭﺓ.
ﺃﺧﻴﺮﺍً ، ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻭﺃﺛﺎﺭ ﺇﻧﺘﺒﺎﻫﻬﺎ ﺳﻄﺮﺍﻥ ﻗﺪ ﻛُﺘﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺷﻴﺔ ، ﻓﻘﺮﺃﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ :
ﻣﺪﻓﻮﻋﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻛﺄﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻦ.
ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ: ﺩ. ﻫﻮﺍﺭﺩ ﻛﻴﻠﻲ.
ﺇﻏﺮﻭﺭﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺑﺪﻣﻮﻉ ﺍﻟﻔﺮﺡ ، ﻭﺭﺩﺩﺕ
ﻣﺘﻤﺘﻤﺔ ﺑﺴﺮﻭﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ :
ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻚ ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ، ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻓﻴﺾ
ﺣﺒﻚ ﻭﻟﻄﻔﻚ ﺍﻟﻐﺎﻣﺮ.