قصص منوعة

عاد الثور الأسود إلى القبو متعبا من كثرة العمل

عاد الثور الأسود إلى القبو متعبا من كثرة العمل ، والفلاحة في الحقول ، وجلس في زاوية القبو يزفر تعبا شاكيا.

وتطلع الحمار نحو الثور ، وقال له :

ما بك يا صديقي الثور لا تتكلم ولا تتحرك كأنك ميت؟

قال الثور : إنني متعب جدا يا صديقي ، فالأراضي واسعة والفلاح لا يرحم.

قال الحمار : ألا تستطيع الهرب منه ، وعدم الذهاب إلى العمل معه؟

فأجاب الثور : ومن يستطيع الهرب من الإنسان؟ ألا تراه كيف يسخِّرني لأعماله وحاجاته ،

وسيذبحني يوم لا يعود له مني نفع.
ألديك حيلة تريحني من العمل؟

قال الحمار : تمارض اليوم ولا تأكل علفك ، وعندما يأتي صاحبنا قبل طلوع الفجر ، تظاهر بأنك لا تستطيع الوقوف أو السير ،

فيتركك ويمضي بدونك ، فترتاح من هذا التعب الشديد.

وكان صاحبهما يفهم لغة الحيوان ، فسمع كل ما دار بينهما من حديث.

وفي صباح اليوم التالي ، نزل الفلاح إلى القبو ، فوجد الثور نائما ويتوجع ، فتركه وأخذ الحمار بدلاً عنه.

وراح الفلاح يفلح طوال النهار على الحمار الذي تعب تعبا شديداً.

وعند المساء أعاده إلى القبو ، وهو لا يستطيع حراكا.

وتقدم الثور من الحمار يسأله عن صعوبات العمل ، وحسن التدبير.

فقال الحمار : يا صديقي الثور ، سمعت صاحبنا الفلاح يقول لولده :

“إذا بقي الثور هكذا مريضاً فسنذبحه قبل أن يموت”.

فالأفضل لك أن تأكل علفك وتعود إلى عملك.

ورضي الثور بهذا الحل.

فقال الحمار في نفسه : حقيقة ، من تدخل فيما لا يعنيه نال ما لا يرضيه ، ومن تقع حيلته عليه يكون حمارا.

إقرأ أيضا: كان هناك حمار يعيش بالغابة كغيره من الحيوانات

1 3 4 10 1 3 4 10

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?