Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

عاش ٥٠ سنة يفسر للناس سورة من القرآن فمات عليها

عاش ٥٠ سنة يفسر للناس سورة من القرآن فمات عليها

من حوالي ١٥ سنة تقريبا وأنا كنت أصلي إمام بالناس في صلاة العشاء ، بعد ما انتهيت من الصلاة جاء رجل لا أظنه يقل عن ٧٠ سنة ،

لحيته بيضاء ، ظهره فيه انحناء خفيف يرتدي طاقية عادية وملابسه أقل من العادي.

قال لي ممكن أتكلم كلمتين يا بني؟ قلت له تفضل يا والدي.

جلس ، أمسك الميكرفون ، ووجهه للناس ، وبدأ يشرح سورة الاخلاص “قل هو الله أحد” شرح لم أسمعه من قبل.

تكلم فيها عن أنواع التوحيد ، الربوبية ، الألوهية ، الأسماء والصفات ، تكلم فيها عن عظمة الله ،

وتكلم فيها عن إفك النصارى أن لله الولد ، تكلم عن الفارق بين التوحيد عند المسلمين والتثليث عند المسيحيين ،

وتكلم عن فضل سورة الإخلاص.

صوت الرجل كان صوت متهالك ضعيف يكاد لا يُسمع ، إلا أن الأسلوب جعل الناس كلهم جلوس لم يقم منهم واحد ولم يتحرك أحد ، لجمال أسلوبه.

مرت حوالي ١٣ سنة تقريبا ، ومن سنتين جاء نفس الرجل على نفس الهيئة إلا أن وهن العمر الذي تقدم به أصبح ظاهرا عليه ،

واستبدل عكازه بأحد أولاده يستند عليه.

جاءني بعد الصلاة وطلب الكلمة فأعطيته الميكرفون.

فقال نفس ما قاله من ١٣ سنة بالضبط وبالحرف الواحد ، في تفسير قل هو الله أحد.

انتهى الرجل وصلينا السنة ، فقلت لولده :

( الحاج من ١٣ سنة تقريبا كان في نفس المكان قال نفس الكلام ، هو مش عنده غير قل هو الله أحد ) ؟

قال لي أيوه ، أبويا بقاله أكثر من خمسين سنة يدعو إلى الله بتفسير سورة الإخلاص فقط.

إقرأ أيضا: العقل والمال

تذكرت حينها قصة الرجل الذي كان على عهد النبي صل الله عليه وسلم يصلي بالناس دائما بقل هو الله أحد ،

فلما رفعوا أمره لرسول الله صل الله عليه وسلم قال له هي صفة الرحمن وأحب أن أقرأ بها.

فقال النبي صل الله عليه وسلم حبك لها أدخلك الجنة.

من حوالي شهر تقريبا ابن هذا الرجل كان معي وأخبرني أن أباه مات في إحدى المستشفيات في القاهرة.

قال لي : لما كان على فراش الموت وحوله الأطباء ، قال لهم ألا أقول لكم شيئا؟

فقالوا له قل.

فأخذ يشرح لهم قل هو الله أحد ، حتى انتهى منها وخرجت روحه فمات.

وهنا تذكرت قول رسول الله صل الله عليه وسلم من عاش على شيء مات عليه ومن مات على شيء بعث عليه.

مات ولم أعرف اسمه ولا يعرفه الكثير ، لكنه معروف مذكور في السماء عند الله ، لذلك حسنت خاتمته.

عاش على التوحيد ومات عليه ، فاللهم حسن الخاتمة يارب العالمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?