الحب في الحياة

عرض علي جارنا الزواج

عرض علي جارنا الزواج أخبرني أنه مهتم بي منذ فترة وأنه يريد معرفة رأيي قبل التقدم رسميا لخطبتي ،

حتى لا تسوء العلاقة بين العائلتين في حالة الرفض ، فهو يعلم طباع عائلتينا جيدا.

وبعد تفكير عميق وافقت على عرضه ، فأنا أعرفه جيدا منذ طفولته ، أعرف خصاله وسمعته الطيبة بين الناس ،

حتى أني إعتبرت نفسي محظوظة به ، فانتظرته حتى يفاتح أهله بالأمر ، لكن لا تجري الرياح بما تشتهي السفن دوما!

قبيل وصولي للمنزل ذات ظهيرة قادمة من الجامعة لمحت نفرا من الناس قرب بيتنا ، لم أفهم سبب ذلك ،

فسارعت لمعرفته وما إن دنوت حتى أدركت أنه شجار بين والدي ووالده حول جدار ،

أراد هذا الأخير إقامته بيننا ، لكن والدي إعترض على مكانه الذي إنتهك حسبه مسافة من حصتنا ،

كانت المسافة عشر سنتيمترات فقط ، عشر سنتيمترات إمتد صداها عدة أمتار تجمع له كل أبناء الحي ليعرفوا سبب كل ذلك.

دخلت البيت في حسرة ، أي حظ هذا ، بعد أن إبتسمت الحياة لي أخيرا بشاب صالح أعرفه حق المعرفه ،

يتقدم لي رسميا يحدث معي كل هذا؟

أكيد أن والده سيرفض وحتى والدي لن يوافق ، بل سيعترضان بشدة ، ويصران على ذلك ،

ما ذنبي وما ذنبه لنعلق داخل عشر سنتيمترات يقام فيها هذا الجدار بين حياتي وحياته فلا أنا مرتاحة هنا ولا هو مرتاح هناك.

أخبرني عبر الهاتف أنه يرفض كل هذا لكن ليس باليد حيلة ، فهما والدانا في الأخير وأن كل ما علينا فعله هو الإنتظار فقط!

وانتظرنا عدة أيام ، لكن الوضع لم يتغير ، عداوة مفاجئة خلقت فجوة كبيرة بيننا ،

أخبرت أمي بما يقلقني فلم أعد أتحمل ذلك داخلي أكثر ، لكنها لم تستطع فعل شيء ،

لا يمكنها أن تقول لوالدي تصالح معه فابنه يريد خطبة إبنتنا وهي موافقة عليه ، سيزداد رفضا وإصرارا على ذلك.

لم أستطع إنهاء الأمر والإرتياح من كل هذا ، فقد كان متشبثا بي جدا ، ولم أكن بأقل منه ،

إقرأ أيضا: أنثر الحب

شيء ما داخلي ظل يشعر بالرضا والإرتياح نحوه ،

كان يطلب مني الدعاء فقط وأنه إن كان مقدرا لنا الزواج فلن يمنع ذلك أحد ، لا والدي ولا والده ،

لذا علينا فقط بالصبر والدعاء حتى نجد حلا ، وما كان مني إلا تلبية طلبه ، حتى جاء ذلك اليوم.

1 3 4 10 1 3 4 10

إنفلت فجأة الأنبوب المرتبط بصهريج المياه الخاص بنا مما أدى إلى تدفق كل مياهه خارج المنزل إلى الشارع ،

حاول والدي إصلاحه لكنه لم يفلح ، وحتى لو تمكن من ذلك ، ليس لنا ما نعيد ملأه به فمياه الحنفية لا تزورنا إلا نادرا ،

نحن نشتريه بالمال مرة كل أسبوعين بثمن باهظ ولم يكن والدي قد تقاضى تقاعده بعد ،

فاقترح علينا التقشف فيما لدينا إلى أن يحين ذلك ، لكن ما حصل عكس ذلك ،

وجد والدي إبن الجيران نفسه يحاول ربط صهريجنا بصهريجهم بعد أن أصلح العطب فيه حتى ملأ نصفه ،

وما إن حاول والدي منعه ، رد عليه بجملة واحدة “لم تكن لتتركنا دون ماء لو نفذ صهريجنا ، لهذا لن نتركك نحن أيضا.

لم يدم إصلاحه وملأه باستخدام المضخة طويلا ، عشر دقائق فقط كانت كافية لذلك ، فأعادت المياه لمجاريها ،

وأصلحت كل عطب أفرغ القلوب من مودتها ، عشر دقائق فقط كانت كافية لاختصار سنوات من العداء ،

وملأها بشلال من المحبة والعطاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?