عسكري ﻋﻤﺮﻩ ٢٥ ﺳﻨﺔ إستأذن ﻣﻦ ﺍلضابط ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ بطلب إجازة ، ﻭﻋﻨﺪ ﺳﺆﺍﻟﻪ ﻋﻦ السبب ، أﻓﺎﺩ بأﻧﻪ ﺫﺍﻫﺐ لخطبة فتاة.
منح ﺍلإﺫﻥ ﻭﺫﻫﺐ ﻳﺨﻄﺐ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻣﻦ أﻫﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻌﺰﻭﺓ وهو ﻣﻦ نفس عشيرة ﺍلعسكري ،
فذهب إﻟﻰ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ في مجلسه ، ﻭﻛﺎن المجلس مكتظاً بالرجال ، ﻓﺤﺎﻭﻝ أﻥ ﻳﺠﺪ ﻓﺮﺻﺔ على إﻧﻔﺮﺍﺩ فلم يستطع.
أحس والد الفتاة عليه فقاﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﺟﻬﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﺍلمجلس : شو ﻋﻨﺪﻙ يا فلان قول إلّي ﻋﻨﺪﻙ ، ﻣﺎ في بيناتنا أﺳﺮﺍﺭ.
ﻗﺎﻝ ﺍلعسكري : أﻧﺎ أطلب ﻳﺪ إﺑﻨﺘﻚ ﻓﻼنة.
ﺭﺩ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺑﻀﺤﻜﺔ ﻭتبعه ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮﻥ ﻓﻲ ﺍلمجلس ﺑﻀﺤﻜﺎﺕ ثم ﻗﺎﻝ :
إنت مش شايف حالك ﻣﻘﻄﻮﻉ وفقير وكادح ، إﻧﺖ جاي ﻻ معك أﺏ ﻭﻻ ﻋﻢ ﻭﻻ ﺧﺎﻝ ولا إﻟﻚ ﻋﺰﻭﺓ ولاعيلة ،
ﻭﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻣﺎ منعطيه ﺑﻨﺎﺗﻨﺎ ، ﺗﻘﻬﻮﻯ ﻭﺗﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ.
ﺑﻠﻊ ﺍلعسكري ريقه ﻭﻗﺎﻡ ﻣﻦ ﺍلمجلس ﻭخرج ، وعندما ﻋﺎﺩ إﻟﻰ ﻋﻤﻠﻪ ﻻﺣﻆ زملائه ﻭالمسؤولين عنه أنه متغيّر ،
وشاهدوا ﻓﻴﻪ ﺣﺰﻥ ﻭﺳﺮﺣﺎﻥ ، ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺒﻮﺏ ﻋﻨﺪﻫﻢ.
فقام ﺍﻟﺮﻗﻴﺐ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭل ﻋﻨﻪ ﻭاﺳﺘﺪﺭﺟﻪ ﺑﺎﻟﺴﺆﺍﻝ : شو فيه وضعك مش عاجبني؟
ﺣﻜﻰ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻗﺼﺘﻪ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻤﺎﻟﻚ ﺩﻣﻮﻋﻪ ، فقال ﺍلضابط : ﻭﻻ ﺗﺰﻋﻞ ولا تهتم.
ﻗﺎﻝ ﺍلعسكري : ﻣﺎ قهرني ﺭفض ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ، ﺑﻞ ﺗﻌﻴﻴﺮﻱ أﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻲ عائلة ولا أهل ولا عزوة.
ﻗﺎﻡ ﺍلضابط ﺑﺠﻤﻊ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ عساكر ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ، وطلب ﻣﻨﻬﻢ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﺍلعسكري ﺑﺴﻴﺎﺭﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﻣﺮﺍﻓﻘﺘﻪ لإﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ،
ﻭأﻥ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻘﻴﻦ ﻋﻦ ( ٢٠٠ ) ﺷﺨﺺ من عشائر مختلفة ، ثم قال لهم :
ﻟﻴﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ أننا أهله وعزوته ﻭﻧﻀﻐﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪﺩﻧﺎ وﻧﺮﻳﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ.
إقرأ أيضا: رسالة كانت سببا في إنقاذ الأندلس!
ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺭﻓﺾ ﻟﻨﺠﻌﻠﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﺗﻼﺣﻘﻪ ﻟﻌﻨﺘﻬﺎ إﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ.
وﺗﺴﺮﺏ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ وﺑﺪﻭﺭﻫﻢ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺎﻡ ، ﻭأﺛﻨﺎﺀ ﺟﻠﻮس قائد الوحدة ﻣﻊ الأمير ﺭﻭﻯ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﻮﺍﻟﻒ ،
وﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻃﻠﺐ الأمير أﻥ ﻳﺤﻀﺮ ﺍلعسكري ﻟﻴﺴﻤﻊ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻘﺼﺔ.
ﺣﻀﺮ العسكري وقص ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ على الأمير وﻋﻨﺪﻣﺎ إﻧﺘﻬﻰ ﻗﺎﻝ الأمير :
أﻧﺎ ﻋﺰﻭﺗﻚ ﻭأﻧﺖ ﻭﻟﺪﻱ ﻭأﻧﺎ ﺍﺑﻮﻙ ، ثم أﻋﻄﻰ ﺍلأﻣﺮ ﻟﻤﻦ ﺣﻮﻟﻪ أﻥ ﻳﺒﻠﻐﻮﺍ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ أﻥ الأمير ﻗﺎﺩﻡ إﻟﻴﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﺫﻛﺮ ﺷﻲﺀ ،
ﻭﻃﻠﺐ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﺍلعسكري بأفضل اللباس والمظهر ﻭﻣﺮﺍﻓﻘﺘﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ.
ﺗﺤﺮﻙ ﺍﻟﻤﻮﻛﺐ ، وعندما ﻭﺻﻞ لبيت أﺑﻮ ﺍﻟﺒﻨﺖ ، ﻛﺎﻥ والدها ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ مع ﺟﻤﻴﻊ أﻗﺎﺭﺑﻪ.
فوﻗﻔﺖ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺍلأمير وﺗﺴﺎﺑﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍلأﺑﻮﺍﺏ ﻭﻃﻠﺐ الأمير ﻣﻦ ﺍلعسكري ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ أﻭﻻً ،
وعندما ﻧﺰﻝ ﺻﺪَﻡ ﻛُﻞ ﻣﻦ ﺷﺎﻓُﻪ ﻭ نزل ﺑﻌﺪﻩ الأمير ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺩﺧﻞ.
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﻠﺲ ﺟﻌﻞ ﺍلعسكري ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻮﺍﻟﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ : ﻋﺮﻓﺘﻨﻲ؟
ﻗﺎﻝ : ﻧﻌﻢ ﻃﺎﻝ ﻋﻤﺮﻙ
ﻗﺎﻝ الأمير : أنا ﻋﺰﻭﺓ وأهل ﻓُﻼﻥ ” ﺍلعسكري ” وأﻃﻠﺐ ﻳﺪ إﺑﻨﺘﻚ لهُ فهل عندك مانع؟
ﻭﺍﻓﻖ والد الفتاة فورا ﻭﻗﺎﻝ : ﻫﺬﺍ ﺷﺮﻑ لنا ﻃﺎﻝ ﻋﻤﺮﻙ.
ﻗﺎﻝ ﺍلأمير : ﺑﻴﺘﻪ جاهز ﻭالمهر ﺟﺎﻫﺰ والعرس ﺍلأﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﺠﺎﻱ.
ﺗﻘﻬﻮﻯ الأمير و أﻣﺮ للعسكري ﺑﺒﻴﺖ ﻭﺳﻴﺎﺭﺓ ﻭ ( ٣٠ ) أﻟﻒ دولار ، ﻭإﺟﺎﺯﺓ شهرين.
فجأة إستيقظ العسكري من نومه بعد هذا الحلم الجميل ، وذهب للإلتحاق بخدمته ، فوصل متأخراً ،
ليعاقب بحجز أسبوعين فوري في السجن الإنفرادي.