عشبة خضراء الجزء الأخير

عشبة خضراء الجزء الأخير

كانت الأختين تستمعان مما يقوله الغول ثم مشتا ورائه ببطئ حتى رأتا الأميرة تطل برأسها من شق وسط الصخر ،

فالتقطت كل منهما عصا وهمتا بضرب عشبة خضراء على رأسها لكن فجأة نظرت الكبرى لأختها وسألتها :

لكن أين تلك الغولة الشريرة لماذا هي ليست مع الأميرة ؟

وفجأة سمعتا صوتا أخشن وراءهما يقول : أنا هنا يا بنات ولما إلتفتتا شاهدتا الغربان تطير نحوهما وتنقر عيونهما ،

فهربتا وهما تصيحان من الألم فلم تعودا تشاهدان شيئا.

أشارت لهما الغولة بإصبعها وقالت : هذا جزاءكما فلقد أعطيتكما فرصة لتبتعدا من هنا لكنكما تماديتما على الأميرة ،

وحتى أنا وأولادي لم نسلم منكما والآن ستهيمان في الغابة حتى تأكلكما الذئاب والضباع ،

يا لكما من إبنتين لئيمتين لا تستحقان شيئا من الرحمة.

بعد قليل جاء السلطان فعانق إبنته وهنأها على سلامتها ثم نادى حسن وقال له :

سأزوجك إبنتي وأملأ حدائق القصر بالظباء والأرانب البرية وأبني لكما كوخا تعيشان فيه وأيضا واحدا للغولة وولديها ،

وسأزوج سعفان من مريم ونعسان من جارية صغيرة وأضع الغولين مع حرسي.

أما أمهم فسأعطيها قدرا كبيرة لتطبخ فيها طعامها وربع ثور كل يوم مؤونة لها.

بعد ذلك نظر لإبنته وسألها : ما رأيك في هذا الحل فأنا لن أتركك وحدك بعد اليوم ولا أضمن أن يتكرر ما جرى لك.

فكرت البنت قليلا ثم قالت : لا بأس يا أبي فحدائق القصر واسعة ومليئة بالأشجار.

كانت الغولة أيضا موافقة فهي سترتاح من عناء الصيد كل يوم ،

ثم أن الرعاة صاروا أكثر عددا ويوما سيدخلون أرضهم ويحاولون إيذائهم.

أرسل السلطان ينادي في الأسواق أن الأميرة الخضراء ستتزوج من حسن وأن سالم الطبيب أبوه تم العفو عنه وتعيينه في القصر.

فرح كل الناس فحسن كان محبوبا بين الرعية ويوم العرس تجمع أهل المدينة في الساحات وهم يرقصون ويغنون.

إقرأ أيضا: قصة انتقام ثم حب قصة زواج بالإكراه الجزء الأول

جاء كثير منهم لرؤية الغولين الصغيرين اللذان سيتزوجان من بناتهم لكن وسط الجموع مشت فتاتين ضريرتين تحمل كل منهما عصا تتحسس بها طريقها ،

وكانت الناس تساعدهما وتشفق عليهما ثم سألتا إمرأة بجوارهما أن تصف لهما ما تراه.

فقالت : الغول سعفان مع مريم ونعسان مع واحدة إسمها حورية أما حسن فصار من الأمراء وهو جالس قرب الأميرة الخضراء.

قالت أحد الفتاتين للأخرى : إسمعي يا أختي قد إستطعنا الخروج من الغابة بفضل عجوز ساحرة ضمدت جراحنا وآوتنا في دارها ،

والأن لن يشكّ أحد فينا وسنفسد اليوم هذا العرس وننتقم من الأميره الخضراء ، ومن أختنا مريم التي باعتنا للسلطان.

ثم أخرجت من جيبها قارورة صغيرة لتصبها وسط الطعام لكنها ما كادت تتحرك حتى عثرت قدمها في حجر وسقطت على وجهها ،

أما القارورة فانكسرت على الأرض وطارت قطرة منها في حلقها وحين جرى الناس إليها وجدوها قد توفيت ،

أما الثانية فهربت لكن لم تكن تعرف أن قربها نارا لطبخ اللحم فسقطت فيها وصح على الأختين مثل ما يقال يا حافر حفرة السوء يأتي يوم وتقع داخلها وهذا ما حصل.

وعاشت الأميرة في سعادة مع زوجها حسن وسط حدائق القصر التي تحولت لجنّة جميلة لكثرة الأشجار والحيوانات والطيور وحتى السلطان بنى لنفسه كوخا.

وقال : لا شيء أسوأ من حياة القصور وبدأ الناس يزرعون الأشجار في الأزقة وحول بيوتهم حتى أصبح إسم تلك الأرض المملكة الخضراء ،

ويقال أن بعضا من أناسها ضخام الأبدان وهم من أولاد نعسان وسعفان هكذا يقال والله أعلم.

Exit mobile version