مقالات منوعة

عشت في الغربة وأنا أذرف الدموع شوقا لأهلي

عشت في الغربة وأنا أذرف الدموع شوقا لأهلي ، ثم إذا زرت أهلي وجدت نفسي غريبا بينهم ،

فاتتني أخبارهم وتحولاتهم ، وصرتُ فقط ضيفا عندهم!

لأشتاق لوطن المهجر مرة أخرى.

قد تطول بنا الحياة ثم نكتشف أن كل مرحلة من مراحل حياتنا هي غربة ،

وقد نعيش أياما نكون فيها غرباء حتى في بيتنا ، وسط أهلنا.

نعيش ونحن ننكر الكثير من الأمور على المكان الذي نعتبره وطننا ، ونتمنى وطناً غيره.

ثم نعيش وننكر أغلب أنماط الحياة في الوطن الآخر ونشتاق للعودة إلى الوطن.

ثم نكتشف بين هذا وذاك ، أن لا موطن حقيقي لنا في الدنيا.

إنما هي محطات ، نهايات وبدايات ..

والمحطة الأخيرة ، الوطن الحقيقي ، هي المثوى الأخير ، هو بيتنا في الجنة.

ملكية أبدية أزلية ما دامت السموات والأرض.

بيتنا الحالي ، سينتقل لغيرنا ، وأملاكنا سيرثها ويوزعها ويبيعها ورثتنا.

أولادنا ، سيتزوجون ويغادروننا ، أزواجنا قد يُخلصون لنا ، أو يتزوجون غيرنا.

والدانا سيرحلان ، إخوتنا سيتشتتون بحثاً عن أرزاقهم.

البشر من حولنا يذهبون.

وما نمتلكه حقا ، هو ملكية مؤقتة ، ستذهب إلى غيرنا عندما نفقد أهليتنا في الحياة.

الموت ، هو النهاية الحقيقية للغربة ، وهو البداية الحقيقية للعودة إلى حضن الوطن ،

لذا عندما نعيش بين تلاطم أمواج الغربة طوال الحياة ،

فإن الشيء الوحيد الذي يجب أن نفكر فيه هو ما الذي سنتركه في هذه الغربة ،

لنمتلكه غدًا بعد موتنا ، على أرض وطننا.

1 3 4 10 1 3 4 10

إقرأ أيضا: يا جابر الكسر أدركنا من الفقر

بيتنا الحقيقي في الجنة ولكن بانتظار أن ندفع ثمنه هنا.

فصلوا حبلكم بالله ، وادفعوا ما استطعتم من بضاعة الدنيا ثمناً للآخرة.

ولنتذكر ، أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان قبره في المدينة ، وليس في مكة.

وإن أغلب الصحابة من المهاجرين والأنصار قبورهم حول العالم ، خارج أوطانهم الحقيقية.

الوطن ليس ما نولد فيه أو نحمل جنسيته ،
ولا ما نعيش طفولتنا فيه أو نشب عليه ،

ولا ما نتزوج أو ننجب أو نبحث عن رزقنا فيه ،

الوطن هو المكان المؤقت الذي نبيع ونشتري فيه من أعمال الدنيا ، ثمنا لشراء أوطاننا الحقيقية في الآخرة إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?