عظماء خدموا الإسلام
الحوار الذي دار بين سيدنا سعد وأمه ،
قالت له : يا سعد لقد سمعت أنك أسلمت ودخلت في دين محمد الجديد ،
قال لها : نعم يا أماه.
قالت : ولقد سمعتُ بأن محمدًا يأمركم بأن تكونوا طائعين لأمهاتكم ،
قال لها : نعم.
قالت له : إذًا أنا أمُّك ، وآمرك بأن تكفر بمحمدٍ وبآل محمد ،
فقال لها : يا أمَّاه والله لا يكون ذلك ، وحاولت معه ، لكنَّه رفض طلبها.
فعندما رأتْ منه الإصرار وعدم الإستجابة لها ، لجأت إلى وسيلة لم يشك أحدٌ في أنها ستهزم روحَ سعد ، وتردُّ عزمه إلى وثنية أهله وذويه.
لقد أعلنت أمُّه صومها عن الطعام والشراب ، حتى يعودَ سعد إلى دِين آبائه وقومه ،
ومضت في تصميم مُستميت تواصل إضرابها عن الطعام والشراب ، حتى أشرفت على الهلاك.
كلُّ ذلك وسعد لا يبالي ، ولا يبيعُ إيمانه ودينه بشيء ، حتى لو كان هذا الشيء حياة أمه.
ثم أخذه بعضُ أهله إليها ؛ ليُلقي النظرة الأخيرة عليها ، مؤمَّلين أن يرقَّ قلبه حين يراها في سكرات الموت ،
وذهب سعد ورأى مشهد أمِّه يذيب الصَّخر ، بيد أن إيمانه بالله وبرسوله كان قد تفوَّق على كلِّ صخرٍ، وعلى كلِّ فولاذٍ.
ويأتي سيدنا سعد إلى أمِّه ، وينظرُ إليها وهي في لحظاتها الأخيرة ، فنظر إليها وأطال النظر ،
وظن أقرباؤه أنه سيتراجع عن إسلامه ؛ لأن أمه ستموت ، والله إنه لموقفٌ صعبٌ لا يثبت أمامَه إلا الصادقون.
إقرأ أيضا: إستشهد سعد بن الربيع رضي الله عنه دفاعا عن النبي
فاقترب من وجه أمِّه ، وصاح بها لتسمعه :
تعلمين والله يا أماه لو كانت لك مائةُ نفس ، فخرجت نفسًا نفسًا ، ما تركت ديني هذا لشيءٍ ، فكُلِي إن شئت أو لا تأْكُلي.
ومباشرةً يرجع إلى معلِّمه صل الله عليه وسلم
وقبل أن يتكلَّم سيدنا سعد ،
قال له المصطفى صل الله عليه وسلم :
ماذا فعلت مع أمِّك يا سعد؟
لقد أنزل الله فيك قرأنًا يُتْلى إلى يوم القيامة :
قال تعالى:﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [العنكبوت: 8].
رضي الله عن سيدنا سعد بن أبي وقاص وجمعنا به في الجنة.