علمتني هاجر
علمتني هاجر أن اليقين وحسن الظن بالله ، إذاً لا يضيعنا.
علمتني هاجر : أني أستطيع النوم في صحراء موحشة ،
بعيدا عن الأهل والأحباب طالما أني أيقنت منذ البداية أن الله لن يضيعنا.
علمتني هاجر : حسن خطاب الزوج والدراية بشخصيته ، أالله أمرك بهذا؟!
علمتني هاجر : أن المحرك لأفعالنا وأقوالنا هو أوامر الله ،
فهاجر وزوجها وإبنها عليهم السلام عندهم أوامر الله تعالى هي أولاً وآخيرا.
هي التي قالت: أالله أمرك؟!
هي التي أنجبت من قال : { يا أبت افعل ما تؤمر }.
علمتني هاجر : أن البيت الذي يؤسس على المودة والرحمة وطاعة الله ، يبارك الله فيه.
علمتني هاجر : أن البيت لا يخرب بغياب الزوج إلا إذا اتقت المرأة ربها وتوكلت عليه ،
وأن ما لا تستطيع أن تغيره فلا تنشغل به كثيرا.
علمتني هاجر : أن الطريق إلى الله قد يكون مخالف للهوى ، فليست هي كزوجة مستغنية عن زوجها ولا بيتها.
ولا إبراهيم عليه السلام عنده نقص مشاعر أبوة أو نقص مشاعر نحو زوجته ، ولكنهم علموا أن الجنة حفت بالمكاره.
علمتني هاجر : أن أجمل وأفضل سبب أقوله إذا سألني أحد على طاعة أفعلها لماذا تفعل هذا؟!
أن أقول : لأن الله أمرني بهذا.
علمتني هاجر : أن الله يطوع لك الكون ، وأن هناك فرق بين الساعي المجتهد وبين العاجز المستسلم.
علمتني هاجر : أن أسلم أمري لله وأن اتكئ عليه ، فمهما كانت مصاعبك وبلاءك ، فلن تكون أصعب من حال هاجر.
وعلمتني هاجر : أن الله يريد منك السعي ، يريد قلبك ، فماذا فعلت هاجر ليفتح الله لها؟!
أو ماذا فعل أيوب عليه السلام عند البلاء امتثل إلى أمر الله؟!
{ اركض برجلك } فمن فتح عليهم يفتح عليك.
إقرأ أيضا: إرشادات نفسية من سورة يوسف
علمتني هاجر : أن أرفع ملف قضيتي من الأرض إلى السماء ، فالأرض تُدار من فوق.
علمتني هاجر : أنك قد تسعى في مكان ، والفتح يأتي من مكان آخر.
سعت بين الصفا والمروة ، والفتح جاء تحت قدم إسماعيل عليه السلام ، اجتهد في ما تملك يعطيك الله ما لا تملك.
علمتني هاجر : أن عطاءات الله أكبر وأكثر مما تتمنى.
كان أقصى ما تتمناه هاجر أن تجد الماء ،
فأعطاها الله أكثر من ذلك بكثيير. ،
وجعلها رمز وقدوة للجميع ، هكذا فرج الله حين يأتي.
علمتني هاجر : أن الفرج ليس شرطا أن يأتي وأنت عرقان أثناء السعي ،
بل قد يأتي بعد أن تكون قد انتهيت من التعب في السعي.
فمتى جاء الفرج لهاجر؟
جاء بعد أن أنهت السعي بين الصفا والمروة.
علمتني هاجر : أن هذا الطريق آخره زمزم ،
زمزمك سيخرج لك بعد السعي.
فأي إمرأة أنتِ يا هاجر ؟! حتى اللفظ حفظه الله لك : { زم .. زم }.
علمتني هاجر : أن الإنسان في الطريق إلى الله ينتظر الرحمة من الملك ، ولكن لا يعلم متى وكيف ستأتي؟!
علمتني هاجر :التكرار ، فالسعي بين الصفا والمروة يعلمنا التكرار ، سأظل أطرق الباب ،
الله يحب منك الأوبة.
علمتني هاجر : أن الحياة أشواط ، وأن من الخلق من قضى شوطا ، ومنهم من قارب على الإنتهاء.
علمتني هاجر : الهرولة ، أهرول من الشهوات بقدر إستطاعتي ،
وأهرول إلى الطاعات بقدر وسعي ، وأنا أعلم وأنا أهرول أن الله لن يضيعني.
علمتني هاجر : أن الوقت الذي يمر علي الناجحين ، هو نفس الوقت الذي يمر على غيرهم ،
لكنهم هم الذين يديرون أنفسهم لإستثمار الوقت.
علمتني هاجر : أن لا تقللي من شأنك لكونك إمرأة ، فهاجر أول من سعت وكل من سعى بعد ذلك اقتدى بها.