علمني رمضان
علمني رمضان
علمني رمضان أن بعث الأمة ليس صعبا ، وأن مفتاح بعثها الإيمان ، لذا كانت جل إنتصاراتها في رمضان.
عَلمني رمضان أن القرآن هو الوحيد الذي يستطيع أن ينظف سمع هذا الكون ، لذا يجتهدون كتمه ، ويأبى الله إلا ذيوعه.
علمني رمضان أن الأمة ملآى بالخير ، ومتى ما وجد المناخ تفجرت الينابيع!
علمني رمضان أن مسلسلات الدنيا وتفاهاتها على مدار سبعين سنة ،
لم تغلب الشوق إلى المسجد والمصحف في قلوب الناس.
علمني رمضان أن البركات تتبع الإيمانيات ،
“ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض”
فالخير الكثير في رمضان نتاج المصحف والمسجد والإيمان.
علمني رمضان أن جيوبنا على قلة مالها وسعتنا ووسعت إخواننا ، فبالحب يكثر القليل ، ورمضان شعاره الحب.
علمني رمضان أننا نستطيع القيام والصيام وصالح الأعمال ، فالأجسام هي الأجسام ، لكنها الهمم عندما تعلو أو تسفل!
عَلمني رمضان أن كل ما ينفقه المفسدون لهذا الشهر مخافة أن تكون حياة الأمة كلها رمضان ،
وساعتها لن تقوم لغير الإسلام قائمة!
علمني رمضان أن المساجد كما قال الرافعي رحمه الله :
مكان من الجنة غير أنه في الدنيا! وطول المكث فيها في رمضان ينبغي أن يورث إدمانها بعد رمضان.
علمني رمضان أن الجزء والجزأين أمر يسير ، وأن الختمة الشهرية ممكنة ،
شريطة أن نستكمل صحبة القرآن من رمضان الشهر إلى رمضان الحياة.
علمني رمضان أن أخوة الدين ميراث المؤمنين ، لذا كانت كل عبادات رمضان جماعية ،
الصوم جميعا ، والتراويح معا ، والتكافل فيما بيننا ، وحق لأمة وحدها الله في الشعائر أن تتحد في المصائر!
إقرأ أيضا: الخضر عليه السلام كان مغمورا بين الناس حتى عرفه الله لموسى
علمني رمضان أن الملائكة التي تتنزل ليلة نزول القرآن قابلة لاستمرار التنزل ما استمر فينا القرآن ،
فأصوات التلاوات في البيوت تجلب الملائكة من عليائها ، لكن أين القراء؟!
علمني رمضان أن الخواتيم الحسنة مكفولة لمن يطلبها ويتحراها ،
وليلة القدر في خواتيم رمضان تشهد. وما الحياة إلا رمضان كبير!
علمني رمضان أن الله يذيقنا لذائذ الصلة به لنطمع في المزيد ،
فمن ذاق عرف ، ومن عرف اغترف ، كذلك الناس بعد رمضان.
عخ