Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الحب في الحياة

على أحر من الجمر أنتظر الخريف والشتاء

على أحر من الجمر أنتظر الخريف والشتاء

فصلا الهدوء والحب بعد صخب الصيف ، وعرس الطبيعة الرقيق بعد حرها المحرق.

إنهما يعيداني تدريجا إلى طفولتي حيث كوب ساخن واحد يمكنه أن يشعرني بالدفء والإكتفاء ،

وشال صوفي جديد يمكنه أن يشعرني أنني أملك كل هذا العالم.

تهدأ بهما النفوس وتزهر لأجلهما المشاعر ويشعر الناس أنهم بحاجة إلى الإحتواء والحب فيمنحونه لمن حولهم بغير حساب.

يأتيني الشتاء بهوائه المنعش وأمطاره الغزيرة وقمره اللطيف فأشعر أنني لازلت قادرة على السعادة.

وتداهمني ذكرياته فأبحث فيه عن طفلة بضفائر ذهبية ذاهبة لمدرستها كل صباح ،

أو قط أبيض دَفَأهُ طفل ما مِنَ البرد ذات ليلة أو عش من القش بناه الصغار ذات شتاء لتتدفء به عصافير الشرفة.

أحب حركتي السريعة بين الموقد والفرن والمدفأة فيمتلىء البيت بروائح شتى ،

وبأطعمة ساخنة تلتف حولها جميع عائلتي فأحمد الله كثيرا على نعمة وجود عائلة.

أحبُ هطول المطر فتمتلىء الشرفات على إثره بدعاء المضطرين ،

أو أن تمطر السماء لأول مرة بعد رحيل الصيف فيوقن الجميع بأن بعد العسر يسر.

أحب أن أحيا وسط أجواء معبقة بروائح البرتقال وأبخرة القهوة وكؤوس الشاي وحكايا الجدات التي لا تُحكى إلا في الشتاء وأثناء هطول المطر.

أحبُ أن أبحث عن ضوء الشمس لتنمو أزهاري فأجده بصعوبة ،

وأن أصحو مبكرًا لأبحث عنه فيأتيني من وراء ستائري على استحياء.

أحب بخار الماء المتصاعد من الأفواه ، الملابس الثقيلة والشالات الصوفية ،

رذاذ الأمطار على النوافذ ، وكل برودة تنجينا من حر الصيف وتدفعنا إلى نسمات الشتاء.

إقرأ أيضا: ما الفرق بين الأم والأب ؟

في هذا الحر ، هونوا الحياة على من تحبون ، بَرِدوا على قلوبهم قبل أجسادهم ، اصنعوا مثلجات والتفوا حولها سويًا ،

تحدثوا بحديث لطيف ، قدروا تعب كل مُضطر لنزول الشارع في هذا الجو الذي يقطر لهبًا.

طيبوا خواطرهم وأحسِنوا استقبالهم واروا ظمأ أرواحهم عسى أن يروي الإله قلوبنا يوم الظمأ الأكبر.

نحب الصيف لأنه من قدر الله لكن ليعجل الله بنعمته علينا “الخريف والشتاء”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?