عليّ الذهاب كي لا تقتل الجميع
عليّ الذهاب كي لا تقتل الجميع
فتاة صغيرة تبدوا بعمر الحادية عشرة تلهو في المنزل بطائرتها الجديدة التي حصلت عليها منذ يومين في يوم مولدها تتعالى ضحكاتها ،
وفي المطبخ تقف الأم تعد الطعام قبل عودة زوجها من العمل.
وأثناء انغماسها في التحضير تلك الطفلة تقف أمام الجدار تنظر له وإذا به تراه ينشق ويظهر من خلفه أيادي كثيرة تحاول الإمساك بها ،
لتصرخ بقوة وهي تتراجع وتبكي مما أدى إلى ركض الأم نحوها ، وهي لا تعلم ماذا حدث لها!
لتسألها بعد أن فحصتها جيدًا ماذا حدث!
لتشير إلى الجدار وهي تختبئ داخل ذراعي والدتها وجسدها ينتفض من الرعب.
حاولت الأم أن تطمئنها وهي تربت على ظهرها ، لتتوقف عن البكاء في نفس اللحظة الذي يفتح فيه الباب ،
لقد كان والدها عندما يراهم جالسين في الأرض يقلق بشدة ويسأل الأم عن ماذا حدث؟
لتقول له : لا أعلم كنت أعد الطعام ، حتى سمعت صرخاتها وبكائها العالي ليأخذها والدها ويحتضنها وجلس على الأريكة ليمازحها قليلًا كي يجعلها تشعر بالأمان من جديد.
بعد برهة من الوقت تحدثت أخيرًا ، كانت الأم تضع الطعام على المنضدة لتسمعها تقول :
بينما كنت ألهو بطائرتي سمعت طرقات على الجدار اقتربت منه لأرى ،
إنه ينفتح ويخرج منه أيادي كثيرة تحاول أخذي معهم ،
لكن عندما صرخت وبكيت اختفى كل شيء ، لذا كنت خائفة للغاية لا أريد الذهاب معهم يا أبي.
ليقول والدها برفق : لا تقلقي لن أدعهم يأخذونكِ.
مر الوقت وتناست العائلة الأمر ، حتى ذات مساء حينما كانت الإبنة في حجرتها رأت فتاة صغيرة تدخل الحجرة وتطلب منها اللعب ،
ظنت أنها ابنة المرأة التي بالخارج مع والدتها فسمحت لها باللعب لتعطيها الفتاة دمية كانت بحوزتها وقامت بتوديعها للمغادرة.
إقرأ أيضا: تزوجت منذ خمسة عشرة عاما من شاب طيب خلوق
لم يمض الكثير لتدخل الأم وترى تلك الدمية لتنصدم وهي تقترب من ابنتها بسرعة وتقول لها : من أين لكِ بهذه؟
لتقص عليها ما حدث لترتبك الأم ، وهي تبتسم بتوتر شديد وتقترب من ابنتها وتقول :
عزيزتي سوف أخذ تلك الدمية فالفتاة التي أعطتك إياها تريدها وتبكي.
لتهز ابنتها برأسها وهي تقول بتفهم : حسنًا أمي لا أريدها فلتعطيها إياها فلدي الكثير.
لتأخذ الأم الدمية وتضعها في خزانة موجودة في إحدى الغرف المقفلة في المنزل وهي تكتب على الجدار لا تقتربي من ابنتي مهما حدث ،
ثم خرجت بسرعة ودقات قلبها تتعالى بشدة وتقفل الباب جيدًا خلفها.
تعطي ظهرها للباب وتغادر لنرى الباب يفتح من تلقاء نفسه محدث صوت مخيف ،
وتظهر ابتسامة مرعبة في الظلام أسنان ، بيضاء ملطخة بالدماء.
مر يومين على تلك الليلة كما لو أنه هدوء ما قبل العاصفة ،
ففي اليوم الرابع على ما حدث الأم طيلة الوقت منشغلة بأعمال المنزل ، وابنتها تتحدث مع فتاة في مثل عمرها ،
حتى لاحظ والدها أثناء ذهابه لدورة المياه يستمع إلى ضحكاتها الخافتة ،
ليفتح الباب ليجدها جالسة وسط ألعابها تلهو بها ليقول لها الأب : لمَ أنتِ مستيقظة لهذا الوقت؟
تجيبه ببراءة أنها لم تستطع النوم فجلست تلعب بدميتها.
لم يلاحظ الأب وجود دمية تنظر له مباشرة وعيناها تتحرك ليقول لها بابتسامة : حسنًا ، لكن لا تجلسي طويلًا اخلدي للنوم.
أومأت برأسها وأقفل وغادر ، لتنظر الإبنة إلى الطفلة التي أمامها ممسكة بتلك الدمية التي أخذتها أمها قبل أيام وتقول بصوت خافت :
لم أخبره كما قلتِ لي لنكمل اللعب.
تمسك الإبنة الدمية وتلعب معها والفتاة تنظر لها نظرات غير مفهومة.
إقرأ أيضا: دخل زوج على زوجته ولم يمضي عام على زواجهما
الأمر لم يدم طويلًا ، حيث الإبنة أصبحت تجلس كثيرًا بمفردها ،
وفي بعض الأحيان تصرخ صرخات مدوية وهي تقف أمام الجدار.
أخذها والديها إلى دكتور ، لكنها بخير ، ليعودوا أدراجهم للمنزل ،
لكن في إحدى الليالي كان الظلام يخيم على المكان الأم تسير بحذر نحو غرفة ابنتها وتفتح الباب بتريث ،
وإذا بها ترى الدمية تحاول أن تأخذ ابنتها من على سريرها لتفتح الباب على مصرعيه وتقترب من ابنتها وتحضتنها ،
كانت نائمة استيقظت على فعلتها ، والأم تقول بقوة : لن أتركها هذه المرة لن أتركها وابنتها تقول : ماذا هناك أمي؟
لتنظر لها بحنان وتقول : من أين أتت تلك الدمية ، ولا تكذبين مهما حصل!
لتقص عليها ما حدث وأن نفس الفتاة تأتي وتلعب معها وهي تقول سوف أخذكي معي رغم إلحاحها لكنني أرفض ، أنا خائفة أمي.
هي لطيفة ، لكن عندما تغادر تريد أخذي بقوة لكنني أختبيء على سريري ، وعندما أفتح عيناي لا أجدها!
تقوم الأم وتمسك الدمية بغضب شديد ، وتقفل الباب خلفها تاركة ابنتها بعد أن بثت الطمأنينة فيها ،
وتفتح الحجرة من جديد وتلقيها بقوة وأثناء مغادرتها الحجرة تقول : لن أتركها مجددًا.
وتركل الدمية بقدمها وتغادر ، لكن هناك أيدي تمسكها من عنقها بقوة وسط الظلام تحاول أن تخنقها ،
والأم تدافع عن نفسها كادت تختنق وجهها أصبح شاحب لتتذكر القلادة لتمسكها بيدها وتضعها على اليد لتتركها ،
وتسعل بقوة وصرخة غاضبة تأتي من خلفها لتركض مسرعة للخارج وهي تقفل الباب بشدة وتجلس على الأريكة منتظرة عودة زوجها ،
كي تقص عليه ليجدوا حل فهي لن تتركهم أبدًا.
أثناء جلوسها تتذكر الماضي.
إقرأ أيضا: يحكى أنه منذ زمن بعيد إجتمع ثلاثة أشقاء بعد وفاة والدهم
قبل عشر سنوات بعد زواجها أهدتها أختها دمية صغيرة كهدية زواج ،
لكنها لم تكن تعلم أنها لعنة تحاول بها هدم المنزل الذي لم يبدأ سوى من عدة أيام ،
هذا لأن أختها تحاول سلب حياتها منها بكل الطرق ، حتى أنها تحب زوجها وتريد الزواج منه!
كانت تعلم كل شيء فهي أختها التوأم ، لكنها لم تبالي ، حتى بدأت الخلافات تكثر بينها وبين زوجها ،
ورؤية شخص ما يحاول قتلها أثناء الليل.
ظنت أنه الجاثوم ، لكن كلما تستيقظ تجد أثار أصابع وعلامات زرقاء على جسدها لم تبالي ولم تخبر زوجها.
حتى في إحدى الأيام أثناء الليل كانت تسير وإذا بها تجد الدمية جالسة على الكرسي تنظر لها بشر ارتعدت أوصالها ،
لكنها قالت بأنها تتوهم فهذه دمية ، وإذا بها تمسكها وتضعها في إحدى الأرفف في المكتبة ،
لتعود لحجرة النوم كانت بمفردها فزوجها كان يبيت في العمل كي يقلل من الخلافات بينهم ،
دخلت دورة المياه وعادت لترى الدمية على السرير عيناها حمراء من ثم تنقض عليها تحاول قتلها ،
نزفت الدماء من أنفها بعد أن سقطت على الدولاب ، كادت الدمية أن تخنقها ،
لكن كان الأذان منقذ لها لتهاتف زوجها وتخبره بأن يأتي على الفور ومعه أحد المعالجين.
على الرغم من خلافهم إلا أنه يحبها فامتثل لحديثها ، وكان يعرف شخص لا يتأخر على العلاج ،
فأخبره بما قالته زوجته وكان في المسجد ليذهبوا مباشرة إلى المنزل.
وبعد القراءة ومعرفة ما حدث علم أن هناك روح شيطانية تسكن تلك الدمية فهي مصنوعة من السحر الأسود ومرتبطة بالأم ،
ولا يمكن أن نمزقها ، حتى لا تموت الأم كل ما علينا فعله هو حبسها في غرفة مظلمة في المنزل ،
وبهذه الحالة ستتفادى أذيتها ، وعلموا أن أختها الفاعلة.
إقرأ أيضا: أنا سعيد طوال الوقت
تمت معالجة الأمر وقال المعالج يجب أن لا تخلعي تلك القلادة مهما حدث ،
ومنذ ذاك الوقت اختفى كل شيء وعادت الحياة كالسابق هادئة ومليئة بالحب وبعض الخلافات التي لا تخلو منها الحياة ،
وأختها لم تأتي قط منذ ذاك الحادث واختفت من حياتها للأبد.
لكنها لم تكن تعلم أن ابنتها ستعاني هكذا فكيف خرجت هذه الدمية لتقوم من موضعها ،
وتسأل ابنتها التي وجدتها جالسة على سريرها تبكي بصمت.
ركضت نحوها وهي تقول لها ماذا حدث؟
لتقول الابنة لا تغضبي أمي أنا من قمت بفتح الباب بعد أن سمعت صوت طرقات وهناك من ينادي علي كي أفتح الباب.
علمت الأم أن ابنتها في خطر وما كان يجب أن تترك الباب هكذا.
لتقول الإبنة : أعتذر أمي ، لكنني لا أريد الذهاب فهي تخبرني دومًا أنني يجب عليّ الذهاب كي لا تقتل الجميع.
احتضنتها أمها بشدة ليسمعوا صوت ضحكات عالية وفتح الباب على مصرعيه وخطوات أقدام تقترب منهم لتختبئ الإبنة بين ذراعي والدتها ،
تتشبث بها بقوة وجسدها ينتفض رعبًا ، لتقول الأم بغضب اتركينا وشأننا ماذا فعلنا لكِ.
ليروا أن مقبض الباب هناك من يحاول فتحه ، وإذا به يفتح ويروا الدمية تقف أمامهم ملخطة بالدماء ،
ويتم سحب الإبنة بقوة من بين ذراعي والدتها لتمسك يدها بقوة وهم يصرخون لتخلع القلادة وتمسكها بيدها ،
وتحاول أن تجعل ابنتها تلمسها هي الأخرى ليسمعوا صوت ضحكات عالية وصوت يقول : لن تجدي نفعًا هذه المرة.
لتمسك الأم ابنتها وتحملها وهي تقف وتركل الدمية التي اصطدمت بالحائط وتغادر الحجرة وتذهب إلى حجرة المعيشة.
فجأة تضرب الإبنة والدتها بقوة لتسقط أرضًا وتقف الفتاة كانت عيونها بيضاء اللون ،
لتمسك الدمية وتذهب نحو الباب الذي خرجت منه إمرأة مخيفة تشبه الأم ،
لكنها مرعبة وأيادي كثيرة تحاول الخروج والفتاة تقترب منهم.
إقرأ أيضا: ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟!
على حين غفلة فتح الباب وكان الأب ليرى المنظر ويحتضن الأم حاول أن يمسك ابنته بقوة لكن بدون جدوى ،
ليقرأ الأب قرآن وهو يقترب من ابنته لتصرخ بقوة وتضرب رأسها في الحائط وتئن وصوت مخيف يقول توقف وإلا سأقتلها ،
لكنه أكمل ما يفعله لتقوم الأم بتشغيل الهاتف على القرآن لتصدح صرخات غضب ووعيد ،
وصوت إمرأة مخيف يقول سأعود هذه حياتي أنا سأقتلك كما فعلتي.
لتركض الدمية وتدخل الحجرة ويقفل الباب بقوة وصوت صرخة مدوية ليهدأ كل شيء بعدها.
احتضنوا بعضهم البعض ومن ثم يتركهم الأب ليدخل لدورة المياه بعد أن استقرت الأمور لتنظر الفتاة لوالدتها وهي تقول بغضب ؛
كأنها ليست طفلة : لماذا قتلتها أخذتي حياتها وجعلتها تعاني وأنتِ كنت ورا كل شيء!
أنتِ اللعنة خالتي!