عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في عهده كان الذئب يأكل مع الغنم
عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في عهده كان الذئب يأكل مع الغنم.
من نسل سيدنا عمر بن الخطاب ، فأم سيدنا عمر بن عبد العزيز ،
هي أم عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين.
ولد أبو حفص عمر بن عبد العزيز عام ٦١ هـ في المدينة المنورة عند أخواله آل عمر بن الخطاب رضي الله عنهم.
أبوه هو عبد العزيز بن مروان ، أحد أمراء بني أمية ، ولي مصر ، وظل حاكما عليها ٢٠ سنة ، وكان نحويا متقنا.
وجده مروان بن الحكم مؤسس الدولة الأموية الثانية ، وكاتب عثمان بن عفان وأمين سره.
بويع عمر بن عبد العزيز بالخلافة بعد موت إبن عمه سليمان بن عبد الملك سنة ٩٩هـ.
كان شديد التنعم ، فترك كل نعيم الدنيا ومتاعها بعد توليه الخلافة ،
فلبس أخشن الثياب ، وأصبح لا يأكل إلا ما يسد جوعه ويقيم صلبه.
بعد توليه الخلافة جمع عشرة من أعظم فقهاء المدينة ، وطلب منهم أن يكتبوا إليه بكل ظلم يرونه أو تعد على أحد.
أنهى حصار القسطنطينية لما رأى من إشتداد الحال على جند المسلمين بعد طول حصار.
ولَّى على البلاد والقضاء والجيش خيرة الناس وقتها ، كالحسن البصري ، والفزارى ، وإياس بن معاوية ، والشُعبي وغيرهم.
كان يحب العلم ويقبل النصح من العلماء رغم وفرة وغزارة علمه ،
قال مجاهد : أتينا عمر بن عبد العزيز نعلمه فما برحنا حتى تعلمنا منه.
وقال الشافعي : الخلفاء خمسة : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبدالعزيز.
قال عنه الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه :
ما رأيت أحدا أشبه صلاة بصلاة رسول الله صل الله عليه وسلم من هذا الفتى ، يعني عمر بن عبدالعزيز.
وصلت جيوش المسلمين في عهده بقيادة السمح بن مالك الخولاني إلى فرنسا.
أصلح الأراضي الزراعية ، وأعطى الفقراء ، وزوج الشباب ، وقضى عن جميع الغارمين ديونهم ،
وكفل اليتامى ، وأعطى الرواتب للعلماء ليتفرغوا لعلمهم ورسالتهم ،
وامتلأت خزائن بيت مال المسلمين ، أمير المؤمنين ما أعظمه!
إقرأ أيضا: ابن تيمية
كان الأغنياء يخرجون زكاة أموالهم فلا يجدون فقيرا يأخذها!
وعن ورعه وتقواه رضي الله عنه ، في إحدى المرات كان يصلي وشب حريق بالدار ، فنادى المُنادي :
إن حريقا شب في دار عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ، فأكمل صلاته ،
فلما سُئِلَ في ذلك قال : ” شغلتني نار الآخرة عن نار الدنيا.
كان شديد المحاسبة لولاته ، فعزل أحدهم لأنه أخذ الجزية ممن أسلم من الكفار حيث عَلِمَ أنهم أسلموا فرارا منها.
وذات صباح أكل الذئب إحدى الشياة!
مات عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه سنة ١٠١ هـ ، وانتهت بموته أسطورة الشاة والذئب.
لا بل كانت حقيقة ، ولكن عدل سيدنا عمر رضي الله عنه وزهده بلا مثيل!