عندما أنجب بنتا سأوصي نفسي وأكرر الوصية أن ما جرحني يوما ك ابنة يجب أن لا أجرحها به ،
وكل أمر أسعدتني به عائلتي فعليَّ أن أكرر إسعادها دائما بفعله.
عندما أُنجِبُ بنتا سأغرقها حبا لأنني أعرف جيدا نذالة ورخص الحب الملقى في الشوارع والطرقات ،
وسأجود عليها عطفا وحنانا لأنني أعرف حاجة الإناث الماسة لجرعات من الحب والحنان.
سأجعل منها صديقتي المفضلة فلا تغريها صداقات مزيفة أخرى ملقاة على الأرصفة ،
وابنتي المدللة فإن لم تُدلل الفتاة في بيت والدها من ذا يسعى لدلالها بعد ذلك؟!
سأربي ابنتي على الصدق حتى وإن أخطأت لأن الله لم يخلقنا ملائكة ،
وعلى الفطرة السليمة حتى لو اندثرت هذه الفطرة من المجتمع ،
وسأحكي لها عن أبطالنا الحقيقين قبل أن تفرض عليها الحياة أبطالا مزيفة.
سأعلمها الحب والإنسانية وتقبل الإختلاف وأدب الحوار والصمت الطويل إذا احتدت الأصوات وتشاجرت الألسنة ،
سأحبُ ابنتي حبًا حقيقيًا ، سأفخر بها إن أصابت ، وأقومها سرًا إن أخطأت ،
وسأغلق على أسرارها بابا لا يفتحه أحد فتشعر بالأمان في خضم بحار خوف الفتيات الهائج.
إن ابنتي جزء مني وسأبذل قصاري جهدي لئلا يتألم هذا الجزء ، وروحها مشتقة من روحي ، فسأسعى جاهدة لترقى دائمًا هذه الروح.
أعلم أن الحياة تجارب وخبرات يتكدس بعضها على بعض ،
لكنني آمل ألا تكتسب خبراتها بعيدًا عني ، وألا تخفي عني تجاربها لأنها تخشاني أكثر مما تحبني.
عندما أنجب بنتًا سأخبر الجميع بأنها قطعة مني فلا ينبغي لأحد أن يسيء أبدًا لتلك القطعة ،
تأسيًا برجل عظيم قال ذات يوم عندما بكت ابنته أمامه”إن ابنتي قطعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها”.