عندما ترتفع الأسعار يرتفع ضغط أبي
عندما ترتفع الأسعار يرتفع ضغط أبي
ويصير البيت ساحة نكد ، تنكسر الكثير من الأواني ، وينكسر معها الكثير من الخاطر ، وتذبل على الأقل ثلاثة ورود!
في حالة الإستنفار هذه ، يردد على مسامعنا جملته المعتادة : هذا البيت ليس فندقا!
وحتى نظل على الحياد بين غضب الحكومة وغضب الأب ، نشد الرحيل للشارع نبحث عن عمل ، أي عمل!
ولأن البلد ضيق صدره ، والمحال متعبة نعود أدراجنا للبيت خشية أن ننحرف!
أمي لا تفسر الماء بالماء.
ويزعجها أن يبيت الأولاد خارج الدار لأن حظوظهم ناقصة ، فترعانا بطريقتها ؛ تزيّت مفاصل البابِ حتى لا يصر ،
وتلف المفتاح بحلقه ثم تمرره للخارج ، وتترك حصّتنا من الأكل على واحدٍ من الرفوف.
يسأل واحدٌ من إخوتي :
ماذا لو أن المرأةَ ترحل لجوار الله؟
يلكمه الثاني حانقا
ولا أجيب أنا!
فيسأل الثانير: ماذا لو أن أبانا طلّقها؟”
نلكمه معا.
فأسألهم : ماذا لو أنّنا أيتام ولا يمسح على رؤوسنا أحد؟
نفتح الباب
نختلس النظرَ ، ونتأكد أن البيت غافٍ
يعبرُ الأول ويصل لفراشه
يعبر الثاني ويصل لفراشه ،
أحاول وراءهم المرور الغرفة بعيدة وضيقة ، وقدماي لا تحملاني ألوح بيدي ولا يراني أحد.
أحاول أن أنادي لكن حنجرتي معطلة ، وأنا خائفٌ أن تنقص العائلة واحدًا ، خائف أن تطمع نفسي بحصّتهم من الأكل ؛ فكان الشارع أقرب.
والسوء كلّه متأهب في إنتظاري.
وكنت الشاهد الوحيد على المدينة التي مات أخيارها ، وأشعل العاطلون فيها فرصة العودة للعائلة!