عندما فتح المسلمون مدينة تستر الفارسية وجدوا في بيت المال سريرا عليه رجل ميت ، عند رأسه كتاب؟!
النبي دانيال عليه السلام
ذكر غير واحد من أهل العلم بالتاريخ والسير أن ” دانيال ” عليه السلام ، كان نبيا من أنبياء بني إسرائيل ،
وكان في زمن ” بختنصر ” الذي خرب بيت المقدس.
وذكروا أنه بشر بنبينا محمد صل الله عليه وسلم ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
“وقال دَانْيَالُ عليه السلام ـ وَذَكَرَ مُحَمَّدًا رَسول اللَّهِ صل اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاسْمِهِ ـ فَقَالَ :
” سَتَنْزِعُ فِي قَسِيِّكَ إِغْرَاقًا ، وَتَرْتَوِي السِّهَامُ بِأَمْرِكَ يَا مُحَمَّدُ ارْتِوَاءً.
ثم ذكر شيخ الإسلام بشارتين لدانيال بالمسيح ، وبنبينا محمد عليهما الصلاة والسلام ، ثم قال :
” فَهَذِهِ نُبُوَّةُ دَانْيَالَ فِيهَا الْبِشَارَةُ بِالْمَسِيحِ ، وَالْبِشَارَةُ بِمُحَمَّدٍ صل اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
واشتُهر أن المسلمين لما فتحوا مدينة ” تستر ” الفارسية عثروا عليه ،
فأمر أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه الصحابة أن يدفنوه ، ويعمّوا على الناس قبره ، لئلا يفتنوا به.
ابن أبي الدنيا بسند حسن – عن أَبِي الزِّنَادِ ، قال :
” رَأَيت فِي يد أَبِي بُردَة بْنِ أَبِي موسى الأَشعرِي خاتمًا ، نقش فصِّه أَسدانِ بينهما رجل يلْحسَان ذلِك الرجل ،
قَال أَبو بردة : هذا خاتم ذلك الرجل الميتِ الذِي زعم أَهل هذه البلدة أنه دانيال
أخذه أبو موسى يوم دفَنه.
قال أَبو بردةَ : فسأَل أبو موسى علماء تلك القرية عن نقش ذلك الخاتم ، فقالوا :
إِن الملك الذي كان دانيال فِي سلْطانه جاءه المنَجمون وأَصحاب العلمِ ، فقالوا له : إنه يولد ليلة كذا وكذا غلام يعور ملكك ويفسده.
فقال الملك : واللّهِ لَ يبقَى تلك الليلة غلام إِلا قتلْته.
إِلا أَنهم أَخَذُوا دانيال فأَلْقَوه في أجمة الأسد ، فبات الأسد ولبوَته يلحسانه ، ولم يضراه ،
فجاءت أمه فوجدتهما يلْحسانه ، فنجاه الله بذلك حتى بلغ ما بلغ.
قال أَبو بردة : قال أبو موسى : قال علماء تلك القرية : فنقش دنيال صورته وصورة الأسدين يلحسانه في فص خاتمة :
لِئَلَّا ينسى نعمة الله عليه في ذلك.
إقرأ أيضا: أنتم شهداء الله في الأرض
وروى ابن أبي شبيه بسند صحيح عن أنس :
كتب أبو موسى إلى الخليفة عمر بن خطاب بذلك ،
فكتب له عمر : إن هذا نبي من الأنبياء والنار لا تأكل الأنبياء والأرض لا تأكل الأنبياء ، فكتب أن انظر أنت وأصحابك ،
يعني أصحاب أبي موسى فادفنوه في مكان لا يعلمه أحد غيرهما قال فذهبت أنا وأبو موسى فدفناه.
وروى البهيقي في كتاب دلائل النبوة عن خالد بن دينار عن أبي العالية قال :
لما إفتتحنا تستر وجدنا في بيت مال الهرمان سريراً عليه رجل ميت ، عند رأسه مصحف له فأخذنا المصحف ،
فحملناه إلى عمر بن الخطاب ، فدعا له كعباً فنسخه بالعربية ، أنا أول رجل من العرب ،
قرأه قراته مثل ما أقرأ القرآن هذا
فقلت لأبي العالية : ما كان فيه ؟
فقال : سيرتكم وأموركم ، ودينكم ، ولحون كلامكم ، وما هو كائن بعد.
قلت فما صنعتم بالرجل؟
قال حفرنا بالنهار ثلاثة عشر قبرا متفرقة ، فلما كان في الليل دفناه وسوينا القبور كلها ، لنعميه على الناس لا ينبشونه.
فقلت وما ترجون منه؟
قال : كانت السماء إذا حسبت عليهم برزوا بسريره فينظرون ، قلت من كنتم تظنون الرجل؟
قال رجل يقال له دانيال
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ولما ظهر قبر دَانْيَالَ بتستر كتب فيه أبو موسى إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
فكتب إليه عمر : إذا كان بِالنهارِ فَاحْفِرْ ثلاثة عشر قبرًا ، ثم ادفنه بالليل في واحد منها ، وَعَفِّرْ قَبْرَهُ ، لِئَلَّا يفتتن به الناس.
المصادر : سيرة ابن إسحاق/ تاريخ بغداد / المسالك والممالك / أعلام النبوة/ البداية والنهاية” / سير أعلام النبلاء