عندما قال الملك أرني الله!
عندما قال الملك أرني الله!
كان هناك ملك من ملوك الهند أوتي عقلا وحكمة وفي يوم من الأيام تزوج وقضى أعوام ولم ينجب من الذرية أحدا فاعتبر الشعب كله أولاده.
وفي يوم حام حوله الشيطان كعادته وما أذكى الشيطان حقا وكلنا يعلم ذلك ،
فإذا بالملك يحضر علماء أمته ويقول لهم : إن لم تجعلوني أرى ربي بعين رأسي قتلتكم جميعاً.
فقالوا له أعطنا مهلة أربعة أيام ، فذهبوا إلى أولادهم وصوا وصاياهم وردوا أماناتهم وتهيؤوا للموت.
وبينما هم راجعون إلى الملك التقى بهم شيبان الراعي ، وهو راعي غنم ولكن من الذين اتقوا الله فعلمهم الله ،
فقال لهم شيبان : ما يحزنكم؟ فقصوا عليه قصتهم.
قال خذوني معكم وأنا أجيب على الملك ؛ قالوا أنت يا شيبان قال نعم.
فأخذوه وذهب معهم إلى الملك ، فقال يا مولاي : ماذا تريد؟ فقال الملك أريد أن أرى ربي بعيني رأسي هذه.
فقَال شيبان : يا مولاي حدق بعينك في نور الشمس فحدق الملك حتى كاد قرص الشمس أن يخطف بصره ويصاب بالعمى.
فقال له شيبان : يا مولاي عجزت عيناك أن ترى خلقا ضعيفا من مخلوقات الله أتريد أن ترى ذات الجلال ذاته.
قال صدقت يا شيبان فقال شيبان ما اسم ولدك يا مولاي.
قال : أما أنك غر سفيه ؛ كل الدنيا تعلم أنني ملك لم ينجب فكيف أسمي لك معدوما لا وجود له؟
قَال شيبان : فكيف أجمعت ملايين الشفاة والألسنة والقلوب على تسمية الله بالله مالم يكن موجودا قال صدقتك يا شيبان.
قال الملك : من قبل الله يا شيبان؟
قَال شيبان : أتريد أن تعرف من قبل الله يا مولاي ، قال : نعم؟
قال شيبان : فاعد
قال الملك : واحد اثنين ثلاثة.
فقال شيبان من قبل الواحد؟ قال الملك : لا شيء.
إقرأ أيضا: كيف ماتت بائعة الكبريت بردا أم خوفا؟
قال : أجبت على نفسك ليس قبل الواحد شيء
قال الملك صدقت.
قَال الملك : فأين الله ؟
وقال الملك : وما وظيفة الله ؟
قال شيبان للإجابة على هذا السؤال ينبغي أن تلبس ملابسي وألبس ملابسك وأجلس على هذا الكرسي.
قال الملك : لك هذا.
فخلع ملابسه ولبس لبس الراعي (شيبان ) ثم جلس الراعي على كرسي الملك ، ثم قال وظيفة الله :
يعز من يشاء ويذل من يشاء ، أعزني فجعلني ملكا وأذلك فجعلك راعيا.
فقال الملك : أشهد ان لا إله الا الله وأن محمدََا رسول الله.
واستغفر الله تعالى وتاب إليه توبة خالصة
ثم قال : أستغفر الله من خطئي ، إنه سميع مجيب الدعاء.