عندما يحالفنا النصيب
أجبرني والداي على الإرتباط به بحجة أخلاقه الحميدة ، حتى بعد أن بكيت ، وهددت ، وامتنعت عن الطعام ،
فلم أستطع تقبّله ، كونَ شكله لا يروق لي ، فلم أجد فرصة أمامي إلا أن أقوم بفتح حوار معه ،
وأنا أدعو أن أحصل منه على النتيجة التي أريدها.
تحدَّثتُ أمامه ذات يوم عن جمال الرجال من المشاهير ، فقال لي السؤال الذي لطالما رجَوتُ أن أسمعه :
هل أعْجِبُكِ؟!
فردَدْتُ قائلة : إنك رجل ذو أخلاق حسنة ، لا تشبه رجال هذه الأيام ، فلا يخلو أحد منهم من عِلَّة ،
سواء كانت تدخين ، أو شرب الممنوعات ، أو إحتساء المشروبات الكحولية، أو مصاحبة الفتيات.
فقال : أنا لا أسألكِ عن أخلاقي ، بل أسألكِ عن وسامتي.
فقلت له : مقبول ، مقبول.
يعني أني لستُ وسيم ؟!
دعوتُ الله أن يكون لديه إحساس ويتأثر بكلامي ، ثم قلت :
لن أكذب عليك ، فأنتَ لستَ من الرجال الذين يُعجبني شكلهم ، فأنا أحب الرجل الطويل عريض المنكبين ، كثيف شعر الرأس واللحية ،
وأنت متوسط الطول ، نحيل ، أقرع الرأس ، وبالكاد تنبتُ لك بضع شعيرات في ذقنك.
كادت جفونه أن تتمزق وهو يقول :
إذاً لماذا وافقتي علي ، ولبستي خاتم الخطوبة ،
وتقولين هذا الكلام قبل زفافنا ببضعة أيام ، هل أهلكِ أجبروكِ على الموافقة؟!
إقرأ أيضا: قرر صاحب العمل أن يحضر لجميع موظفيه من النساء والرجال هدايا
لا ، لم يجبرني أحد ، وافقتُ لأنك ذو أخلاق حسنة كما قلتُ لكَ منذ قليل.
رمقني بنظرة غضب وكادَ أن يطحنَ أسنانه وهو يقول :
إذاً لا نصيبَ بيننا ، والزواج مُلغىً ، فأنا لن أتزوج بفتاة لا تراني وسيماً وجذَّاباً حتى لو لم أكن كذلك.
لم يستطع والداي فعل شيء سوى توبيخي ، كونه هو من قام بإنهاء العلاقة ،
ووافقا بعد ذلك على خطبتي من إبن جيراننا الوسيم ، بعد أن تقدَّم لي مرة أخرى ،
فقد تقدّم سابقاً ورفضوه ، بحجّة أنه لا تسلَمُ فتاة من نظراته.