عيادة المريض حق من حقوق المسلم على أخيه المسلم ، والتي حث عليها النبي صل الله عليه وسلم ،
ووعد عليها بحسن الجزاء من الله عز وجل.
وفي هذا الحديث يخبر النبي صل الله عليه وسلم أنّ من زار مريضا لم يذل في خرفة الجنة ،
فسَألَ الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم : «وما خُرْفَةُ الجنَّةِ؟» فَأجابَ صل الله عليه وسلم :
«جَناهَا» ، وهو إسم ما يجتنى ويُقطَفُ مِن الثَّمر ،
وقيل : هو الثَّمَرةُ إذا نَضِجَت ، يعني أنَّه يَجنِي مِن ثمارِ الجنَّةِ مُدَّةَ دَوامِه جالسًا عند هذا المريضِ ،
فيَظَلُّ في رَوضَتِها وفي إلتِقاطِ فَواكهِ الجنَّةِ ومُجتنَاهَا ،
فشَبَّهَ ما يَحوزُه عائدُ المريضِ مِن الثَّوابِ بما يَحُوزُه الذي يَجْتني الثَّمر ؛ فهو يَمْشي في طَريقٍ تُؤدِّيه إلى الجنة ،
ويَظَلُّ كذلك إلى أنْ يَرجِعَ إلى بَيتِه بعْدَ إنتهاء زِيارتِه للمريض ؛ وذلك لِمَا في عِيادتِه مِنَ الأُلفة ،
ولِمَا يَدخُلُ على المريضِ مِنَ الأُنسِ بعائدِه والسُّكونِ إلى كَلامِه.
ولزِيارةِ المريضِ وعِيادتِه آدابٌ مُهمَّة ؛ منها : إرتباطُ وَقْتِ الزِّيارةِ ومُدَّةِ المُجالَسةِ بحالِ المريضِ وأسبابِ مَرضِه ؛
فلا يَحضُرُ في وَقتٍ غيرِ مُناسِبٍ للعِيادة ، كوقت شربِ المريض الدَّواءَ ، ونحو ذلك ،
وعليه أنْ يُخفِّفَ الجُلوسَ ويُقلِّلَ السُّؤالَ ، ومِنَ المَرضَى مَن يَحتاجُ إلى الأنس والمُجالَسةِ وَقتًا أطولَ مِن غيره ،
ومنهم مَن لا يقوى على المجالسة ، فمثله لا يطول عنده ،
وبعضهم يكفي في حقهم سؤال أهله عنه ؛ لأنه لا يقدر على مجالسة الزائرين له ؛ نظرًا لشدة مرضه ونحوه.
ومنها : أن يظهر الرقة ، وأن يخلص الدعاء ، وأن يوسع للمريض في الأمل ، ويَحُضَّه على الصَّبرِ وعَدَمِ الجَزَعِ ؛
لما في ذلك مِن جَزيلِ الأجْرِ والسَّلامةِ مِنَ الوِزرِ.
وفي الحديثِ : التَّرغيبُ في عِيادةِ المريضِ.
إقرأ أيضا: ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم
مَن عادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ في خُرْفَةِ الجَنَّةِ ، قيلَ يا رَسولَ اللهِ ، وما خُرْفَةُ الجَنَّةِ؟ قالَ: جَناها.
الراوي : ثوبان مولى رسول الله صل الله عليه وسلم | المحدث : مسلم |
المصدر : صحيح مسلم
الصفحة : 2568 |