Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات منوعة

عيد الأضحى بعد أيام بربكم هل هناك خبر ألطف وأحسن من هذا؟!

عيد الأضحى بعد أيام بربكم هل هناك خبر ألطف وأحسن من هذا؟!

أحب عيد الأضحى وأحب طقوسه وشعائره وكل تفاصيله ، يمكنني أن أقسم لك أنني أكثر البشر حبا له وأسعدهم بقدوم هذا العيد.

إنني أنتظره من العام إلى العام وأحفظ تفاصيله وكأنها حفرت بروحي عن ظهر قلب ،

وأنتظره كعروس تنتظر متلهفة يوم زفافها.

لا يمكنني أن أغفو لحظة ليلة العيد ، كل دقيقة الآن حَريٌّ بها أن تُعاش ، وكل لحظة يليق بها ألا تتسرب من بين أيدينا هباء.

أجلس في شرفتي أستمع لأصوات من يقيمون مصلى العيد ، وأوثق بكاميرا هاتفي كل طفل يلعب الألعاب على الطريق.

لكنني بعد دقائق أصبح واحدة ممن يلعبون مع أطفال الحي.

أستمع إلى تكبيرات العيد بصوت أطفال قريتي الصغار ، فأحمد الله أن مَدَّ في عمري لأعيش عيدًا آخر ،

وأسمع إمام مسجدنا مُوليًا إهتمامه لإقامة مُصلى النساء فأشعر أنه يُقدمُ على عمل بطولي خارق.

أطالب الليل ألا ينقضي سريعًا ، أستحلفه أن يطيل المكوث عندنا الليلة.

أملأ البيت ببالونات الزينة ، وأرتدي ملابس جديدة أتيت بها خصيصا ليوم غد ،

أعود لشرفتي ثانية أجلس مع إخوتي نحكي حكايات لطيفة ونصرخ لشدة الضحك.

نَحسب عيديات الصباح التي لم نجمع منها شيئًا ، ونختار مقتنيات السوبر ماركت رغم أننا لا نملك جُنيهًا من ثمنها.

نعاود الحديث في حكايات شتى ونضحك على كل شيء حتى لو لم يكن يدعو إلى الضحك ،

ونردد مع أم كلثوم “يا ليلة العيد أنستينا”.

يأتينا الفجر على عجل ، تمتلأ الأجواء بالتكبير ، يا ويح قلبي منه!

إقرأ أيضا: ماذا يذكر عند ذبيحة عيد الأضحى المبارك من دعاء؟

تظل تكبيرات العيد ألطف شيء سمعته في حياتي ، فتهتز أوتار روحي مع كل تكبيرة أو أخرى.

يذهب الجميع إلى المصلى ، يمتلأ المكان الجميل بالعناق والتقبيل ،

فتتورد ألوان الحياة في عيني تماما كألوان ملابس ودبابيس الصغار من حولي.

يعود الرجال إلى البيت يذبحون الأضاحي في تجمع عائلي صاخب ، أشيح بعيني عن أضحيتنا وأواري دموعل توشك أن تنفلت منها.

ثم أواسي نفسي بأنها فداء “إسماعيل” فيهدأ على الإثر قلبي ، ليتني كنتُ أنا فداء “إسماعيل”.

تَجرني أمي إلى المطبخ تحكي لي حكاية أحشاء الذبيحة التي طلقت لأجلها سبع نساء من بيت واحد ،

لأن جميعهن فَشلن في تنظيفها كما يجب!

أحاول أن أبدو فتاة عاقلة تنظف مع أمها أحشاء الأضحية حتى لا تتعرض قادما للطلاق من أجل أحشاء ذبيحة!

بعد ثوان من التنظيف أغادر المطبخ مخبرة أمي أن الطلاق ليس أسوء شيء في العالم!

يوزع أخي اللحم بعد أن يركض ورائي بقطع كثيرة منه لأنني أكره رائحة اللحم.

يمنحني أبي وأقاربي مصروف العيد ، يمتلأ بيتنا الهادىء بالأقارب والألعاب وكل أنواع العصائر والحلوى ،

ولا يكف هاتفي عن الضجيج بأصوات ورسائل من أحب.

يوشك اليوم الجميل على الإنتهاء ، أستحلفه ثانية ألا يرحل لكن اليوم الطيب يسارع في الرحيل.

غصة خفيفة تملأ حلقي أُسَكِّنُها بأن مواسم البهجة ستعاود الظهور من جديد وأن الله سيمد في عمري وأعمار من أُحب لنعيشها سويًا مرة أخرى.

أرفع بصري للسماء أقول يارب ” إجعل باقي أيامنا مُبهجة ك يوم العيد”.

أذهبُ للتقويم في هاتفي أحسب الأيام المتبقية على رمضان وأعد الليالي التي تفصلني عن عيد الفطر ،

وكم اللحظات التي سأعيشها في إنتظار عيد الأضحى ، ثم أتساءلُ جادة كيف لا يفرح بالعيد بعض المسلمين ، كيف؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?