فتاة تقول في المرحلة الثانوية كنت في أوقات الإستراحة أجتمع مع بعض الصديقات ،
حيث نضع فطورنا مع بعض دون أن تعرف إحدانا ماذا جلبت الأخرى.
وكانت هناك طالبة مسكينة لم تجلب معها شئيا ، فأقنعتها بالجلوس معنا ، لأنه لا يدري أحد من جلب الطعام.
واستمر الحال فترة طويلة إلى قرب وقت تخرجنا من الثانوية.
حيث توفى والدها وتغير حال الطالبة المسكينة.
فأصبحت في وضع أفضل من ذي قبل ، لباسا وفلوسا وبهرجة ، فجلست إلى جانبها وقلت لها : ماذا حدث لك؟!
فمسكت بيدي وبكت وقالت والله كنا ننام بلا عشاء وأنتظر ذهابي للمدرسة لكي أتناول الطعام معكم.
وكانت أمي تخبيء خبز العشاء لفطور الصباح لإخواني ،
وأخرج متعمدة مبكراً لكي أوفر لهم حصتي من الطعام ، والآن بعد ما مات أبي الكل يعطينا! كوننا أيتام.
تمنيت لو أن والدي شبع قبل موته ، قالتها بحرقة والدموع ممزوجة بأحرف كلماتها :
( يعني ما عرفوا أننا محتاجين إلا بموت أبي! )
بكت بحرقة ومازلت أحس بحرارة دموعها وحرقتها إلى الآن ، نعم إنه واقع مؤلم.
فلنتفقد تلك الأسر العفيفة ، فإن في دهاليز حياتهم ألم لا يسمع أنينه إلا الله.
فلنتفقد أحوالهم.