فحيح الأفاعي
فحيح الأفاعي
تزوجت أمل من مدحت زواج تقليدي بعد أن تخطت سن الثلاثين هربا من شبح العنوسة الذي كان يطاردها في كل مكان ،
وسؤال المتطفلين والمتطفلات عن سبب تأخر زواجها مما شكل عليها عبئ نفسي شديد ،
خاصة أن زميلاتها تزوجن بعد التخرج ومنهن من أنجبت إثنين أو ثلاث أطفال.
اضطرت للزواج من مدحت البالغ من العمر ٤٥ عام بعد أن عاد من الخليج واستقر في مدينة العبور.
كانت مشكلة أمل بعد الزواج الشح العاطفي من مدحت فقد كان قاسي في التعامل وذات كلامات لاذعه ،
كما أنه بخيل لا ينفق إلا في حدود بسيطة ويحاول أن يحافظ على البقية المتبقية من مدخراته ،
خاصة أنه لم يستطع أن يجد عمل في مصر بعد رجوعه من الخارج لظروف البطالة وكبر سنه نسبيا.
شعرت أمل أن مدحت متعدد العلاقات النسائية وله مغامرات عاطفية على نطاق واسع ،
ويصرف الكثير من الأموال في هذا المجال.
ويستغل فترة تواجدها في العمل كموظفة في أحد المؤسسات الحكومية في استضافة عشيقاته في فتره النهار.
واجهت مدحت بكل ما تعانيه إلا أنه أنكر علاقاته النسائية ، أخبرها أن البخل سببه خوفه من نفاذ الأموال ، وهو بلا عمل.
زادت الخلافات بينهما وطلبت الطلاق ولكنه رفض مما اضطرها إلى خلعه وترك الجمل بما حمل له ،
نتيجة نصيحة زميلاتها وأقاربها وصديقاتها أن الحل هو الخلع.
بعد أن خلعت مدحت وجدت نفسها وحيدة ووانفضت عنها الزميلات وتهرب منها الأقارب خوفا على أزواجهن ،
فقد أصبحت مطلقة وخشيت الكثيرات منهن أن تنصب أمل شباكها على أزواجهن.
بدأ زملائها الرجال في العمل التقرب إليها ومجاملتها في المناسبات كل منهم يطمع أن تكون عشيقته.
منهم من دخل عليها باسم الحب والآخر بأنه على خلافات مع زوجته ويريد زوجة أخرى ، وآخر من باب المساعدة في العمل.
إقرأ أيضا: إني لا أتزوج
أما المدير فهو يحاول أن تكون محظيته مع وعود بالسمن والعسل ، فالمكافآت بيده والترقيات بيمينه.
في خضم كل ذلك بدأت الزميلات في التحدث عنها بأسلوب غير لائق ، وأنها تحاول جذب الرجال والإستفاده منهم ،
بل وصل الأمر إلى اتهامها بأنها على علاقة مع المدير لهذا تمنح المكافآت والحوافز نتيجة تلك العلاقة.
لم تتحمل أعصاب أمل كل هذا الضغط من الزملاء والزميلات فقررت أن تستقيل وتعيش في منزل والدها ،
وأن تقدم على أوراق حتى يتم منحها معاشه
في ذلك الوقت.
بدأ الكثير من الأقارب كبار السن والمطلقين والأرامل التودد لها وطلب الزواج منها ،
خاصة أنه متوفر لديها السكن وأنه لا يصح أن تعيش بمفردها في ظل ذلك المجتمع القاسي.
لم تجد أحد منهم مناسب فالكل يطمع في زواج بدون تكاليف ،
كما أن المعظم عرض عليها الزواج العرفي حتى تحتفظ بمعاش والدها.
أحست أنها مطمع للجميع منهم من يريد جسدها للمتعة ومنهم من يريد بيتها ، ومنهم من يريد معاش والدها.
انفجر رأسها من التفكير هل كان مدحت برغم كل عيوبه ، أفضل من هذا الوضع الذي تعيشه الأن.
الجميع يتحدث عنها كإمراة خلعت زوجها ، وأنها مطمع للشهوة والمال ،
لم يفكر أحد أنها إنسانة فشلت في تجربة ، وأن من حقها فرصة أخرى بظروف أفضل للحياة.
ظهر طارق الشاب الوسيم ذات ٢٥ عام في حياتها كان يعمل في التأمينات كمحاسب ، وهو من ساعدها في الحصول على معاش والدها.
وأعطاها رقم موبايله إذا احتاجت أي مساعدة أو استفسار.
بدأت المحادثات بينهما وتطور الأمر إلى لقاءات في الكافيه المجاور لمنطقتها ،
وأعرب طارق عن حبه لها ورغبته في الزواج منها.
إقرأ أيضا: لا تزال مراهقة
ذهب إلى أهله لعرض الأمر ، ثار الأهل ثورة عارمة ، فهي أكبر منه بأكثر من عشر سنوات ، كما أنها مطلقة.
رفض أهله تلك الزيجة وهدده والده بالمقاطعة إذا أصر على الزواج من أمل.
اختار طارق أهله وأخبر أمل باستحالة الزواج منها لاعتراض أهله على ظروفها وظروف الزواج.
قررت أمل أن تبحث عن زوج بنفسها فاشترت ملابس مثيرة بعض الشيء،
ووضعت المكياج وبدأت تعرض نفسها في الأفراح وأعياد الميلاد والمناسبات العامة ،
ولكن الجميع بدأ يخترق جسمها بنظرات مسمومة كلها شهوة أو استنكار.
الكل يعلم أنها المحاولة الأخيرة لها للحصول على رجل مناسب يشاركها المتبقي من الحياة.
أنها تريد أسرة وأطفال وزوج يحميها ويدافع عنها.
تريد أن تكون منقاده لها عائل وشريك ، ملت سريعا من ذلك المظهر المثير ،
لأنه ضد طبيعتها الملتزمة ، كما أنه عرضها لكثير من المشاكل والتحرشات اللفظية والجسدية.
شعرت أنها تعرض نفسها كبضاعة رخيصة ولكن ليس هنا أحد جاد.
الكل يريد المتعة الوقتية أو المغامرة مع إمراة وحيدة.
بدأت في الذهاب إلى المسجد وأقنعتها أحد السيدات بالنقاب وحفظ القران ومتابعة الدروس الدينية ،
وأصبحت زينب صديقتها المقربة.
وقتها عرضت عليها زينب أن تكون زَوجه ثانية لزوجها الشيخ سعيد ،
حيث أن سعيد يرغب في الإنجاب وزينب عقيم وقد امتد زواجهم ١٥ عام.
وافقت أمل على الزواج من الشيخ سعيد وعاشت في منزله مع صديقتها زينب التي اعتبرتها أخت كبرى لها.
ومع الأيام أنجبت أمل العديد من الأطفال وحققت حلمها بالأمومة والزواج.