لا أريده يا أمي
لا أريد أن أجرح مرة أخرى ،
أنسيت أن لم يمر سوى بضعة أشهر على فسخ خطبتي؟!
هكذا كان ردي حينما سألتني والدتي عن رأيي بالزواج من أحمد إبن عمي ،
لكنها قاطعتني قائلة : وأنتِ أيضا تعلمين كم يريدك زوجة له ورغم ما تسببت له من ألم لرفضك له وتفضيل خالد عليه والموافقة على خطبته.
وأنتِ أيضا تعلمين يا حبيبة أنني أحببت خالد جاري وارتبطت به ونحن بالجامعة ، لكنها كانت على ما يبدو علاقة زمالة وجيرة فقط.
يا حبيبتي لابد أن تتخطي ما حدث فليكن درسا ومنه تعلمتي ، وأنا أرى أن تعطي أحمد فرصة ،
وتعلمي هي حياتك أنتِ والقرار لك إلا إذا كان خلق إبن عمك سيء ولا نعلم ،
قاطعتها لا يا أمي إبن عمي وأفتخر به وبخلقه لكنه القلب وأحكامه.
وأنا لا أريدك ان تضيعي فرصة ، ولعله خيرا.
قالت هذا وهي تهب واقفة للخروج للضيف الذي إستأذن عمه لسؤالي.
أفكار كثيرة كلما مسكت طرفها هربت ،
ماذا علي أن أفعل؟! وخاصة أن كلام والدتي صائب.
بعد نصف ساعة خرجت عليهم وأبلغتهم أني أريد وقت للتفكير لكن هذه المرة بعقل أكثر.
فرح أحمد كذلك أبي وأمي وقال أحمد الحمد لله هناك أمل.
لا أعلم حينها ماذا فعلت بي هذه الكلمة والفرحة التي في عينيه جعلتني أنظر له بشكل مختلف وليس كأخ.
وافقت بعد أشهر على خطبتي وكنت متحفظة جدا وأحيانا عصبية فأنا رأسي يابس وأعترف ،
المبهج في الأمر أن أحمد كان دوما يحتويني مما جعل عصبيتي أقل بكثير.
كما جعلته يقلع عن التدخين بسلاسة ، وكنا على وفاق.
إقرأ أيضا: بعد علاقة حب تعدت الخمس سنوات طالبته بالإنفصال
بعد عام إتفقا الاهل على إقامة حفل للزفاف وقد كان ، واليوم ذكرى زواجنا الأول قد كان عاما جميلا يملأه المودة والرحمة ،
وننتظر مولودنا الأول وكلنا حماس لتحمل المسئولية.
“أحياناً يمر في حياتنا أشخاص تجعلنا ننير ونثمر ، بأخلاقهم يحتونا ويغيروننا للأفضل ،
تلك الأشخاص فرصة ونعمة”.
