Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

فلاح عجوز حمل زوجته المريضة في المقعد الخلفي

فلاح عجوز حمل زوجته المريضة في المقعد الخلفي من العربة التي يجرها حصان هزيل ، حملها إلى المدينة البعيدة لعلاجها.

وفي الطريق الطويل ، بدأ الرجل يتحدث ، يفضفض ، كأنما يناجي نفسه ، ولكنه في الوقت نفسه يواسي زوجته المريضة ،

التي عاشت معه طوال أربعين عاما في شقاء وبؤس ومعاناة ، تساعده في الحقل ، وتتحمل وحدها أعباء البيت.

الآن ، أحس أنه كان قاسيا معها طوال السنوات الماضية ، وأن عليه الآن ، أن يعاملها بلطف ولين ، وأن يُسمعها الكلمات الطيبة ،

وقال لها إنه ظلمها ، وأن الحياة أيضا ظلمتها ، لأنه لم يجد الوقت ، في حياته اليومية ، ليقول لها كلمة طيبة حلوة وعذبة ،

أو يقدم لها ابتسامة صافية رقيقة كالماء أو يعطيها لحظة حنان!

وظل الرجل يتحدث بحزن وأسى ، طوال الطريق ، والكلمات تحفر لها في النفس البشرية مجرى ،

كما يحفر الماء المتساقط على الصخر خطوطا غائرة ليعوضها بالكلمات عما فقدته خلال الأربعين عاما الماضية ،

من الحب والحنان ودفء الحياة الزوجية وأخذ يقدم لها الوعود بأنه سوف يحقق لها كل ما تريده وتتمناه في بقية عمرها.

عندما وصل المدينة ، نزل من المقعد الأمامي ليحملها من المقعد الخلفي ، بين ذراعيه لأول مرة في حياته ،

إلى الطبيب وجدها قد فارقت الحياة ، كانت جثة باردة منذ وقت طويل.

ماتت بالطريق ماتت قبل أن تسمع حديثه العذب الشجي!

وإلى هنا تتوقف قصة الألم ، التي كتبها تشيخوف ليتركنا ، نحن ، مثل الفلاح العجوز الذي كان يناجي نفسه ،

ولكن بعد فوات الأوان ، فالكلمات لم تعد مجدية الآن ، فقدت مغزاها!

الأقصوصة الصغيرة قالت وأجابت أكثر مما سنكتب ، عن الألم الإنساني في كل زمان ومكان عن أشياء كثيرة أصبحت وأمست غير مجدية.

إقرأ أيضا: بعد عقد قرانها مباشرة أصابها الألم والمرض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?