في إحدى أركان مترو الأنفاق المهجورة
في إحدى أركان مترو الأنفاق المهجورة ، كان هناك صبي هزيل الجسم شارد الذهن ، يبيع أقلام الرصاص ويشحذ.
مرَّ عليه أحد رجال الأعمال ، فوضع دولارا في كيسه ثم استقل المترو في عجلة ، وبعد لحظة من التفكير ،
خرج من المترو مرة أخرى ، وسار نحو الصبي ، وتناول بعض أقلام الرصاص ،
وأوضح للشاب بلهجة يغلب عليها الإعتذار أنه نسي التقاط الأقلام التي أراد شراءها.
وقال : “إنك رجل أعمال مثلي ولديك بضاعة تبيعها وأسعارها مناسبة للغاية” ثم استقل القطار التالي ،
بعد سنوات من هذا الموقف وفي إحدى المناسبات الإجتماعية تقدم شاب أنيق نحو رجل الأعمال وقدم نفسه له قائلًا :
إنك لا تذكرني على الأرجح ، وأنا لا أعرف حتى اسمك ، ولكني لن أنساك ما حييت.
إنك أنت الرجل الذي أعاد إلي احترامي وتقديري لنفسي.
لقد كنت أظن أنني (شحاذًا) أبيع أقلام الرصاص إلى أن جئت أنت وأخبرتني أنني (رجل أعمال).
قال أحد الحكماء ذات مرة : إن كثيرًا من الناس وصلوا إلى أبعد مما ظنوا أنفسهم قادرين عليه ،
لأن شخصًا آخر أخبرهم أنهم قادرون على ذلك.
الكلمة الطيبة صدقة ، وبكلماتك قد تبني أو تهدم ، فاختر كلماتك برفق وعناية.