في إنتظار عشر ذو الحجة ويوم التروية يتبعه يوم عرفة
في إنتظار عشر ذو الحجة ويوم التروية يتبعه يوم عرفة ، في إنتظار “مِنىٰ” و”مزدلفة” ولحظات العيد الأولى.
وفي إنتظار كل ما يمكن أن يجعل نفوسنا أهدأ وأيامنا أحن ولحظاتنا ألطف.
في إنتظار ليال يحفها الأمان والذكر وترعاها السكينة ، في إنتظار صيام أيامه وسط جموع الصائمين ،
فنشعرُ أنَّ أيام رمضان قد زارتنا مرة أخرى لأن رمضان يدرك كم نُحِبه فجاءنا عزيزا على غير موعد.
في إنتظار الذكر والتكبير والتهليل لأنها أفضل أيام العام ،
ودعاء يوم عرفة لأنه يخرج أرواحنا من ضيق أنفسنا إلى رحابة واتساع السماء الأولى.
في إنتظار مناظر الحجاج ذاهبين إلى مكة فأتخيل نفسي واحدة بينهم ،
وصور الواقفين على عرفات فأتساءل يا رب متى سأكون معهم؟
في إنتظار أن يمتلىء هاتفي بالحديث عن أبينا إبراهيم وبلائه المبين فأخبر بلائي أن يتأدب ،
لأنه مهما عَظمَ ليس كبلاء والد يَحد شفرته ليذبح ولده ،
وعن صبر “هاجر” فأخبر نفسي أن أكون صبورة مثلها ، وعن أخلاق “سارة” فأحاول جاهدة أن أسير على نفس الدرب.
في إنتظار ليلة العيد ، وكل طقوسها الفرحة لأن الله أمرنا بالفرح فيها ،
ولحظات الذبح لأنها تذكرني بأن الكرب مهما عظم واشتد ففي السماء إله سمى نفسه الرحيم.
“يَا إِبْرَاَهِيم قَدْ صَدَقْتَ اَلرُؤيَا”.. وصدقناها معك دون أن نراك ،
وأحببنا إبنك دون أن نعرفه فبكيناه لحظة ذبحه رغم أنك لم تبك ،
وفرج الله عنك الكرب وأزال عنك الحزن لحظة أن فداه بكبش عظيم ،
فأحببتُ كل كبش لأنني رغما عني أتخيله فداء “إسماعيل”.
يا رب أحببناهم ولم نكن معهم وعرفناهم رغم أنهم لم يعرفوننا وصرنا ننتظر اللحظات من عام إلى آخر طواعية لك وتقديسًا لشعائرك ،
فاحشرنا معهم حتى وإن كنا لا نستحق واجبرنا كما جبرتهم حتى لو لم نكن أُمَّةً مثلهم ،
فقط نتوكأ على قولِ حبيبكَ “مُحمد”، ” المَرءُ مَعَ مَنْ أَحَب” ونحن يا رب واللهِ نحبهم.