في احدى القرى الريفية كان هناك رجل ثري جدا يعمل في تجارة المواشي ، وكان هذا الرجل الثري يعمل لديه راعي ،
وكان هذا الراعي بارع جدا في عمله فقد كان يهتم كثيرا بالأغنام ويطعمها ويحضر لها الماء ويهتم بنظافتها وغيرها.
وكان هذا الراعي يتقاضى مبلغ 5 دراهم في اليوم وكان هذا المبلغ بالنسبة للراعي مبلغ مناسبا يمكّنه من والإنفاق على أسرته.
وفي يوم من الأيام قرر الرجل الثري أن يقوم بالإنتقال إلى المدينة الكبيرة حيث الأرباح سوف تصبح أكبر وأكثر بكثير ،
وهنا شعر الراعي بالحزن الشديد عندما سمع هذا الخبر ، ولكن الرجل الثري قال للراعي أريدك أن تأتي معي إلى المدينة للعمل.
رد عليه الراعي البسيط قائلا : أنا أشكرك يا سيدي على ثقتك الغالية ، ولكني لا استطيع أن أنتقل إلى المدينة ،
فجيمع أفراد أسرتي معتادون على العيش بالقرية ولا أعلم أي شيء عن المدينة.
كما أن المعيشة في المدينة تعتبر أكثر غلائا من القرية.
وهنا قرر الرجل الثري أن يكافئ الراعي على ما فعله معه طيلة السنوات السابقة التي كان الراعي يعمل بها ،
وجاء اليوم الأخير في العمل وبعد الإنتهاء من رعاية الأغنام وعندما توجه الراعي إلى الرجل الثري لأخذ الأجر اليومي ،
وجد الراعي شيئا عجيبا فقد رأى أن الرجل الثري قد جهز 100 درهم كمكافأة للرجل البسيط على مراعات ضميره خلال الفترة التي عمل بها في رعاية الأغنام ،
على الرغم من أنه لم يكن قد وجد بعد أي عملا آخر إلا أنه رفض تماما فكرة أخذ أكثر من حقه اليومي وهو 5 دراهم ورفض الباقي.
وشكر الراعي الرجل الثري على تقديره له وانصرف.
وبعدها وصل إلى منزله وكان مهموما جدا فهو لم يجد العمل المناسب الذي يمكنه من العيش بصورة ملائمة.
إقرأ أيضا: يحكى في قديم الزمان عن طفل إسمه عبد الرحمن ماتت أمه
وفي يوم من الأيام سمع الراعي عن تاجر في القرية يقوم بأخذ الأموال من الناس ويشتري لهم بضاعة يبيعونها في الأسواق ،
فذهب الراعي إلى هذا التاجر وقال له لا أملك معي سوى 20 درهم أريدك أن تشتري لي أي شيء أتمكن من بيعه.
في البداية رفض التاجر طلب الراعي لأن المبلغ صغير جدا فالتاجر لا يتعامل إلا مع تجار يبيعون الأشياء الثمينة ،
وعندما وصل التاجر إلى المدينة لشراء البضائع لم يجد أي شيء ثمنه 20 درهما ما عدا قطة كانت معروضة بهذا السعر ،
فاشتراها وعاد بها إلى القرية.
وعندها تعجب الراعي من هذه القطة وأخذ يفكر كيف سيقنع أحدا بشرائها بأكثر من 20 درهم ،
لم يكن الراعي يعلم بأن هذه القطة سوف تأتي إليه بالكثير من الأموال.
استمر الراعي البسيط في رعاية هذه القطة التي أحبته كثيرا بسبب ما كان يفعله لها ،
فعلى الرغم من حالته إلا أنه كان يحب هذه القطة.
وفي يوم من الأيام أتى إلى القرية رجل يطلب مقابلة أي شخص يمتلك قطة في منزله ،
فأرشده الجميع إلى منزل الراعي ، وعندما وصل هذا الرجل الغريب إلى الراعي طلب منه المساعدة ،
فقد كان الرجل يريد أن يأخذ هذه القطة ويضعها بالحقل لتلتهم جميع الفئران التي تُفسد المحاصيل الزراعية.
وقال الرجل الغريب للراعي : سوف أعطيك 30 درهما في اليوم.
وهنا شعر الراعي بالسعادة ووافق على الفور ، وحينها علم الراعي أن الله عز وجل سوف يكافئ من يرعى ضميره في عمله ،
وأنه يجب على الإنسان أن يخلص في عمله حتى يكافئه الله تعالى.
