في رحلة ريفية رأيت مجموعة من أصدقائي يلعبون لعبة سخيفة
علقوا زجاجة مياه غازية فارغة بحبل من غصن شجرة وجعلوها تتأرجح كبندول الساعة ،
ثم راحوا ينصبون عليها بالبندقية من مسافة بعيدة نسبيا.
دنوت منهم وقررت أن أجرب ، ما هذه؟ بندقية؟ كيف تطلقون بها؟ ما المطلوب بالضبط؟
إصابة هذه الزجاجة؟ دعوني أجرب.
وضغط الزناد بلا تفكير لتتناثر شظايا الزجاجة في كل إتجاه ويشهق أصدقائي ذهولا.
عرفت فيما بعد أنهم يحاولون منذ ساعة وأن ثلاثة منهم حاصلين على جوائز في الرماية لكنهم فشلوا!
لو كنت أعرف هذا كله مسبقا لفشلت حتما.
شجاعة الجهل ، لولاها لما فعلنا أي شيء لأننا نتوقع الفشل من البداية.
لهذا لم أندهش عندما قرأت عن ذلك الشاب الأمريكي الذي دخل قاعة المحاضرات متأخرا ،
فوجد على لوح الكتابة معادلة غير محلولة
فنسخها وافترض أن هذه هي واجبه المنزلي.
هكذا عاد للدار وسهر حتى أتم حل هذه المعادلة وقدمها لأستاذه في اليوم التالي.
أصيب الأستاذ بالذهول ، وطلب الفتى ليخبره بالحقيقة : هذه المعادلة لا حل لها أو هكذا اعتبر أساتذة الرياضيات عبر التاريخ ،
وقد كتبها الأستاذ على لوح الكتابة كنموذج للمعادلات المستحيلة الحل.
الطالب الذي لم يعرف هذه الحقيقة فحلها في ليلة واحدة!
هنا ، يجب أن نتحلى بشجاعة الجهل ولا نفكر في مدي صعوبة ما نحن بصدده ، ولا بعدد من فشلوا قبلنا ،
هذه هي الطريقة الوحيدة للنجاح ، أما لو حاصرتنا أشباح المخاوف قبل أن نبدأ ،
فسوف تخرج تلك الكلاب السوداء المفترسة لتمزقنا قبل أن نخطو خطوة واحدة نحو النجاح!