في كل لحظة أتعلمون كم يسير لله من سائر

في كل لحظة أتعلمون كم يسير لله من سائر
‏كم يسبقنا ، وبم نسبق؟

‏على المؤمن أن ينظر لذلك الذي يسير لله راكضا كلما رآه ، ينظر لقلبه ماذا تراه يحوي حتى أعين على الركض لله بهذه السرعة ،

وبهذا التعجّل ، وإن تعثّر لحظة ؛ كيف يزيده تعثره همة مضاعفة؟

‏ ينظر ماذا رأى في رضى الله حتى يقول قلبه بكل ما فيه من صدق وإخلاص عندما سأله ،

وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ ، قال : وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى.

‏هل نريد رضى الله حقًّا؟ صدقًا؟

‏إذًا لمَ لم نرى في رضى الله تعظيمًا رأوه؟ لمَ لمْ نعجل؟

‏وكيف لمن طلب رضاه ألا يعجل إليه؟

‏﴿ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُوم ﴾

‏أعظم باعِث على العمل الصالح
إستشعار ‏لذة رؤية ربّك لكَ وأنتَ تعمل له.

لا تقلقّ ، ولك ربٌ أقرب إليك من حبل
الوُريد.

أصلح قلبك معه وسيصلح لك الحياة بأسرها لتعيشها بتفاصيلها السعيدة والحزينة ،

ثمة أجرا وفيرا لكل بلاء والحمدلله على ما قدر الله وما شاء

( أصلح لي شأني كلّه )

لا توصف حالك ، فقط توكل عليه وهو سيصلح بحكمته حياتك ، ويُطفئ بلطّفه قلقك ، ويجبرُ برحمته كسرك.

ثبت عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال :

إقرأ أيضا: من هو الصحابي الذي كان يأتي في هيئته سيدنا جبريل للرسول

(وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا ، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ ،

وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا).

كان بعض السلف إذا نام ليلة عن قيام الليل بكى كأنه فجع بولده !

ويقول : ما فاتتني هذه الليلة إلا لأن منزلتي عند الله نقصت!

الليل سفينة السائرين ، ومطية السابقين ، فمن الغبن أن يمُر عليك الليل دون أن يكون لك من قيامه نصيب.

قال إبن القيم رحمه الله :

إنما يقطع السفر ويصل المسافر بلزوم الجادة ، وسير الليل ،

فإذا حاد المسافر عن الطريق ونام الليل كله فمتى يصل إلى مقصده؟!

Exit mobile version