في ليلة من الليالي نادي الملك أحد وزراءه وطلب منه الذهاب ليلا إلى المسجد ليبحث بين المصلين عن شاب يصلح لأن يكون زوجا لإبنته ،
شاب فضل الدعاء والمناجاة والتقرب إلى الله عز وجل على النوم ، فهذا هو الأمير المستقبل الجدير بالزواج من إبنته.
وبالفعل خرج الوزير من القصر متجها إلى المسجد ليبحث عن شاب بهذه المواصفات التي ذكرها له مولاه الملك ليكون زوج المستقبل لإبنته الأميرة.
لسوء الحظ في هذه الليلة تحديداً ، قرر لص أن يدخل إلى المسجد حتي يتمكن من سرقة المصلين أثناء إنشغالهم بالصلاة ،
فوصل إلى المسجد قبل وصول الوزير وجنوده ، ولكنه وجد باب المسجد مغلقاً ، فتسلق الجدران وقفز داخل المسجد ،
وبدأ يبحث عن أي شيء ثمين من محتويات المسجد يبيعه ويستفيد بثمنه ،
وخلال ذلك سمع صوتاً وكأن أحداً يحاول فتح باب المسجد ،
تحير كثيراً حينها أين يذهب ولكنه فكر سريعاً وقرر أن يمثل كأنه يصلي.
في هذه اللحظة فتح الجنود الباب ووجدوا هذا الشاب يصلي ، فقال الوزير في تعجب شديد :
سبحان الله ، من شدة شوق هذا الشاب للصلاة ورغبته في المحافظة عليها ،
دخل المسجد متسلقاً الجدران عندما وجد الباب مقفلاً ليؤدي صلاته ، وأمر الجنود أن يحضروه بمجرد أن ينتهي من صلاته.
كان اللص من شدة خوفه بمجرد أن ينتهي من صلاة يبدأ بالأخرى حتى لا يمسكون به ،
والجنود ينظرون إليه في تعجب من شدة تقواه وإيمانه وتعبده لله تعالى ،
ولم ينتهي اللص من الصلاة حتى أمرهم الوزير عندما طال إنتظاره أن ينتظروا لإنتهائه من الصلاة ،
ويمسكوا به بسرعه قبل البدء بركعه أخرى من صلاة جديدة وبالفعل هذا ما حصل.
إقرأ أيضا: يحكى أن ملك من الملوك أراد أن يبني مسجد في مدينته
أحضروا الجنود اللص إلى قصر الملك وعندما سمع الملك عن صلواته ومناجاته وعبادته المتواصله قال له في فخر :
لعلك الشخص الذي أبحث عنه منذ مدة ، ولتقواك وايمانك سأزوجك إبنتي الوحيدة لتصبح أميرا.
بهت الشاب ولم يجيب من شدة المفاجأة وهو لا يصدق ما تسمعه أذناه ، وعندما إنتهى الملك من كلامه عن إعجابه به وبايمانه الشديد وصفاته الرائعة ،
أنزل اللص رأسه في خجل وهو يقول في نفسه : إلهي جعلتني أمیراً وزوجتني إبنة الملك لصلاة مزيفة تصنعتها ،
فكيف كانت هديتك لو أني عبدتك مخلصاً مؤمنا؟