Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
قصص منوعة

في مدرسة سودانية أستاذ لغة عربية

في مدرسة سودانية أستاذ لغة عربية
قال للتلميذ :

قف يا ولدي وأعرب
عشق المغترب تراب الوطن.

وقف الطالب وقال :
عشق : فعل صادق ، مبني على أمل يحدوه إيمان واثق بالعودة الحتمية.

المغترب : فاعل ، عاجز عن أن يخطو أي خطوة في طريق تحقيق الأمل ، وصمته هو أعنف ردة فعل يمكنه أن يبديها.

تراب : مفعول به مغصوب ، وعلامة غصبه أنهار الدم وأشلاء الضحايا والقتلى.

الوطن : مضافة إلى تراب ، مجرورة بما ذكرت من إعراب تراب سابقا.

تفاجأ الطلاب ، وابتسم المعلم ، لإدراكه ما يريد أن يوصله الطالب للتلاميذ فأراد أن يسمع من الطالب الكثير.

فقال : يا ولدي ، مالك غيرت فنون النحو ، وقانون اللغة؟ إليك محاولة أخرى ، أعرب :
صحت الأمة من غفلتها.

قال الطالب :
صحت : فعل ماضي ولىّ ، على أمل أن يعود.

والتاء : تاء التأنيث ، في أمة لا تكاد ترى فيها الرجال.

الأمة : فاعل ، هده طول السبات ، حتى أن الناظر إليه ، يشك بأنه لا يزال على قيد الحياة.

من : حرف جر ، لغفلة حجبت سحبها شعاع الصحو.

غفلتها : إسم ، عجز حرف جر الأمة ، عن أن يجر غيره.

والهاء : ضمير ميت ، متصل بالأمة التي هانت عليها الغفلة ، مبني على المذلة التي ليس لها من دون الله كاشفة.

فدمعت عين المعلم وقال متأثرا : ما لك يا ولدي نسيت اللغة وحرفت معاني التبيان؟

قال الطالب :
لا يا أستاذي لم أنس
لكنها أمتي ، نسيت عز الإيمان ، وصمتت باسم السلام ،

وعاهدت بالإستسلام ، دفنت رأسها في قبر الغرب.

إقرأ أيضا: يقول رجل لاحظت أن زوج إبنتي يتضايق من زيارتنا له

معذرة أستاذي ، فسؤالك حرّك أشجاني ،
ألهب منّي وجداني ، معذرة أستاذي ، فسؤالك نارٌ تبعث أحزاني ، تهدّ كياني وتحطّم صمتي ،
مع رغبتي في حفظ لساني.

عفواً أستاذي ، نطق فؤادي قبل لساني
إمرأة في سوريا تُعذب!
وثانية بالصومال تئنّ جوعا!

وثالثة في سجون العراق تذل!
ورابعة في فلسطين تموت كل يوم على أولادها وأرضها!

ولم يقلق الغرب إلا على إمرأة لا تقود السيارة بأرض الحرمين!

وما زال البعض يظن أن السيارة
وسيلة لإظهار المستوى المعيشي والإفتخار
وليست وسيلة للنقل !

ما زال البعض يظن أن الملابس وسيلة للتعالي وإظهار النفس وليست مجرد سترة للنفس !

ما زال البعض يظن أن المنازل مكان للتفاخر على الضيوف ولفت الإنتباه ، وليس مكاناً للعيش!

وما زال البعض يحكم على الناس من خلال مظاهرهم ونسى أن هناك قلب وهناك عقل!

نحن نعيش في مجتمع غارق في حب المظاهر والإهتمام بالقشور.

خذ القناعة من دنياك وارضى بها
واجعل نصيبك منها راحة البدن

وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها
هل راح منها بغير القطن والكفن؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?