![](https://i0.wp.com/tfa9eel.com/wp-content/uploads/2022/10/pexels-pavel-danilyuk-7317668-scaled.jpg?resize=780%2C470&ssl=1)
في مشهد الجنازات ينتابني الفزع من لحظة إغلاق القبر وتسارع الناس لترك ميتهم .
خارج القبر أحدهم يبكي ، والآخر حزين ، وآخر هناك لا يبالي.
وفي داخل القبر أحدهم يقول : ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صل الله عليه وسلم ، وآخر يقول : هاه هاه لا أدري.
في الخارج يحكمون إغلاق القبر من هنا ومن هناك وكأنهم يخشون خروجه.
وفي داخل القبر أحدهم يقول : رب أقم الساعة ، وأحدهم يُنادي : رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت.
في الخارج يتأفف أحدهم من التراب ، وترهقه حرارة الشمس أو برودة الجو ، ويمل من طول الدعاء.
وفي داخل القبر لا يملك أحدهم إلا مترين في متر من كون فسيح ، وقطعة قماش ، وعَمَلِه ، ودعوات صالحات.
في الخارج لا تكاد تمضي ربع ساعة إلا وقد فرغ المكان وساد السكون ، وخيم الصمت ورحل الزوار.
وفي الداخل ضجيج أحدهم يُنعّم ويرى مقعده من الجنة ، وآخر يصرخ من ضيق المكان وظلمته ومن الهول والفزع.
في الخارج أناس قد إنتقلوا من بيت مكيف ، لمسجد مكيف ، بسيارة مكيفة ، ويتعجلون الرحيل من الحرّ أو البرد.
وفي داخل القبر يسمعون قرع نعال أحبتهم وهم يغادرون ، أحدهم في سعة ولطف ورحمة ، وآخر في ضيق وحر ونكد.
أفي النعيم المقيم نحيا ، أم في العذاب نشقى.
“لمثل هذا فليعمل العاملون ، (لا نجاة من الموت )
اللهم إنا مقصرون فاعفُ عنا يارب.
اللهم عاملنا بعفوك ورحمتك وجودك وكرمك.